1- الجناح الأيمن:
ذَاتِ بِأيَّة حالٍ عُدْتِ أَيَا ذاتي
أَبِما وَلَّى وَمَضى
أَمْ عُدْتِ بِما سَيُؤَجِّجُ مَوْجَاتي
أَمّا العِيدُ
فَدُونَ غَلائِلِهِ فَلَوَاتٌ
يا لَيْتَ فَلاةً دُونَكِ
دُونَ سَنَابِكِهَا مَا في سَنَوَاتي
مِنْ فَلَوَاتِ
2- الجناح الأيسر:
يا عِيدُ
بِأَيَّةِ حالٍ عُدْتَ وَمَا سَلَّمْتَ
عَلَيْنَا يا عيدُ
أَتَغيَّرَ رَسْمُ سَمائِكَ
إِذْ أَمْسَتْ تُمْسِكُ كَفِّي بِقَنَاتي
عَلَّ يُرَفْرِفُ عُودُ
أَتَغيَّرَ إِذْ بَدَأَتْ تَمْشِي
كَالْوَحْشِ عَلَى جَسَدِي الْهَشِّ أَخَادِيدُ
عَهْدِي بِالعِشْقِ تُؤَجِّجُ جَمْرَتَهُ الأَيّامُ
فَكَيْفَ بِعِشْقِكَ هَذَا يَرْتَجُّ
وَلا تُحْيِيهِ أَغَارِيدُ
3- الرأس
حينَ العُصْفُورُ الأَخْضَرُ
كانَ يَحُطُّ عَلَى صَدْرِي لِيَنَامْ
حينَ سَوَاقِي النُّورِ الْمَنْشُورِ مَسَاءً
تَغْسِلُ ذاتي البَيْضَاءَ
بِسِرْبِ يَمامْ
كانَتْ حاسَّةُ أَحْلامي
أَطْوَلَ مِنْ نَخْلِ الْجَنَّهْ
كُنْتُ فَراشاً..
يَحْتَرِقُ الضَّوْءُ الوَهَّاجُ
إِذَا مَسَّ جَنَاحَيَّ
وَكُنْتُ بِأَنْفَاسي الْخَضْرَاءِ
أُزَوِّقُ أَوْرَاقَ الفِتْنَةْ
وَأَرُشُّ الْخَيْلَ
أَرُشُّ اللَّيْلَ
أَرُشُّ الْبِيدَ بِرَيْحَانِي، وَأَنَامْ
4- الصدر
حِينَ العُصْفورُ الأَخْضَرُ
كانَ بِأُنْشُودَتِهِ البَيْضَاءِ يُبَلِّلُنِي
حينَ سَوَاقي النَّوْرِ الرَّقْرَاقِ
إِلى جُزُرِ الوَقْوَاقِ مَسَاءً تَحْمِلُنِي
كانَ العِيدُ عَشِيقاً مَجْنُوناً
تَفْتِنُهُ شَلاّلاتٌ
تَنْبُعُ مِنْ أَعْمَاقِ غُلالَةِ ذاتي
فَإِذَا شَاهَدَنِي
حَطَّ بَنَفْسَجَهُ السّاحِرَ في صَلَوِاتي
فَأَنَامُ وَفي حُلْمي الشَّارِدِ أِلْقَاني
دَالِيَةً تَكْسُو بِالزُّرْقَةِ بُسْتَاني
تَعْصِرُ كُلَّ عَنَاقِيدِي هَذِي الأَرْضُ
فَتَشْرَبُ كُلُّ الأَكْوَانِ
إِذَا ظَمِئَتْ مِنْ جِمْرِ دِنَانِي
فَإِذَا مَسَّ ضَجِيجُ الضَّوْءِ الْجَامِحِ أَرْكَاني
سَجَدَ العيدُ لأَحْلامي
وَدَعَا رَيْحَانَ القَلْبِ إِلى الْحُبِّ
وَبِالنَّشْوَةِ غَطَّانِي
5- الذيل:
كانَتْ سَوْدَاءَ كَهَذَا الْجَبَلِ العالي..
سَوْدَاءَ وَسَاحِرَةً وَجَمِيلَهْ
وَلَهَا اِسْمٌ هُوَ دُهْنٌ مُهْرَاقْ
مِنْ زُرْقَةِ أَحْرُفِِهِ
صاغَ قَوافي العِشْقِ الرَّقْراقْ
عُمَرُ الخيَّامُ وَصَاحِبُهُ الْحَرَّاق(1)
كانَتْ سَوْداءَ وَأَجْمَلَ مِنْ كُلِّ جَمِيلَهْ
كانَتْ حُلْمَ طُفُولَهْ
يَعْلُو مَرْمَرَها عُنُقٌ هُوَ بُرْجٌ مِنْ عَاجْ
تَطْبَعُها شَفَةٌ هي سِلْكَةُ قِرْمِزِ وَجْدَهْ
إِذْ يَنْبُعُ مِنْهَا أَلْفُ سِرَاجْ
ويُمَيِّزُها خَدٌّ هُوَ فَلْقَةُ رُمَّانَهْ
كانَتْ تَخْتَالُ كَسَوْسَنَةٍ
نَبَتَتْ في أَوْدِيَةٍ
يَنْشُرُ فِيهَا القَمَرُ العاشِقُ أَلْوَانَهْ
وَيُوَزِّعُ قَبْلَ يَحُلُّ اللَّيْلُ
عَلَى عَيْنَيْهَا مَرْجَانَهْ
كانَتْ فاتِنَةً بِغَلائِلِهَا ..
فاتِنَةً بِخَلاخِلِهَا..
فاتِنَةً بِكَوَاكِبِهَا السَّبْعَهْ
كانَتْ عَيْناً مُغْلَقَةً..
يَنْبُوعاً مَخْتُوماً..
أَشْجَاراً تَمْشِي
بِحَوَافِرِهَا تَطْرُقُ ذاتي
وَتُهَدِّمُ ما فيها مِنْ قَلْعَهْ
تُرْسِلُ عَيْنَاهَا قَمَرَيْنِ اثْنَيْنِ
بِأَمْرِهِمَا يَبْلَعُ هَذَا البَحْرُ جِهَاراً
قامَةَ مَلْوِيَّةَ(2)
أَوْ قَامةَ دَرْعَهْ(3)
تَرْمِي هاتانِ العَيْنانِ القَلْبَ الْمَكْسُورَ
بِسَهْمَيْنِ اثْنَيْنِ
وَفي أَعْمَاقي ما كُسِرَتْ مَوْجَةُ نَفْسِي
طَأْطَأْتُ سِلاحِي
وَرَفَعْتُ يَدَيَّ إِلى الأَسْفَلِ،
ثُمَّتَ بَايَعْتُ حُقُولَ الْحِنْطَةِ أَوَّلَ بَـيْعَهْ
فَانْتَشَرَتْ مَالِكَتِي
في كُلِّ خَلايا جَسَدِي
ساقِيَةً تَضْحَكُ لِلْقَلْبِ كَمَا
يَضْحَكُ لِلطِّفْلِ نَهارُ العِيدِ
قَصَصْتُ عَلَيْهَا رُؤْيَايْ
فَإِذَا العُصْفُورُ الْمَخْمُورُ
يُغادِرُ واحَةَ صَدْرِي الشَّاسِعِ
يَأْذَنُ أَنْ تَلْتَفَّ بَعُمْري الضّائِعِ
أَنْغَامُ النَّايْ
تَأْخُذُنِي الدَّهْشَهْ
أُلْقِي ذاتي الْهَشَّهْ،
في جُبٍّ حَفَرَتْهُ لَيْلاً جَمَرَاتُ هَوَايْ
فَأَضيعُ مَعَ الرَّمْلِ
أَصيرُ تُراباً يَتَسَكَّعُ في كُلِّ شَوَارِعِ دُنْيَايْ
آيْ يَايْ يَايْ
هَلْ بَعْدَ شَتَاتي
قَدْ ياتي
مَنْ يَجْمَعُ ذرَّاتِ تُرَابي وَحَصايْ
هَلْ ياتي
بَعْدَ شَتَاتي
مَنْ يَجْمَعُنِي بَيْنَ شَظَايا مِرْآتي
أَمْ أَنَّ فَلاةً دُونَ الآتي
دُونَ سَنَابِكِهَا ما في سَنَواتي
مِنْ فَلَواتِ
آهٍ مِنْ فَلَواتي آهْ