منذ ذلك الممشى ومنذ تلك الريح وذلك التراب
فرضت الأشياء وجودا خاصا بها
وقد تعدت مافوق الإدراك
وقبل ذلك
مذ عطس الإنسان
العالم حين قسم لأجزاءه الأربع
تناقضت معانيه
وبالتالي تناقض وجوده
شوهدت المياه وهي تنحسر
والغابات وهي تتكئ على باطن الأوراق
وبدون قرابين
قرأت تلاوة الليل
عادت وطقطقت عظام الأسماك
وطقطقت أغصان الأشجار
إبتسم حملة الأحجار
وضج السمع بالأبواق
والعيون بأزهار الزينة
ووجد كل شئ منفذه
فأتسعت الظلال ومشت معها الخطى
وتوضحا
في الرؤية وفي الكيفية
وأتت مفارقة بأخرى
حين إسودت السماء تلونت الينابيع
وحين أبيضت الغيوم
عتم الضوء
وجدوا الفرصة لمسألة أرواحهم
ووجدت فرصتها للنحيب عليهم
وهم لايعلمون بأنهم ماضون لغيابهم الطويل
ولن تكون مقتنياتهم إلا أجسادهم النحيلة
وما صكوا أسنانهم عليهِ
في لحظاتهم الأخيرة
ومذ ذلك الممشى
وما عادوا إليه
ومذ تلك الريح
وما أتت أبوابهم
ومنذ ذلك التراب
وما فارقهم موسماً
حين وجدوا الفرصة لتكرار مُسألة أرواحهم
أوقِدت الشموع على أثارهم التي لم تبنى بعد
وأُقِدَت
فوقَ أسماءهم التي أوصوا
أن لا تُلوَن
قيس مجيد المولى
شاعر عراقي – مقيم في قطر
annmola@yahoo.com