الأنشودة الملعونة هذه أرضي، أرض الميعاد...!!-منير مزيد (رومانيا)
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
شعر

الأنشودة الملعونة
هذه أرضي، أرض الميعاد...!!

  منير مزيد    

حقا أننا نعيش في زمن التحولات
عصر الاستنساخ
النعجة الجرباء ترى على أنها ظبية
والظبية أفعى رقطاء
...

ترى هل استنسخوا لنا مذؤوبين ومصاصي دماء وأطلقوهم ليعيثوا في الارض فسادا وغطرسة
ونذالة، وليُطْفِئُوا نُورَ اللَّه في أرض الرسل والأنبياء...!!

ففي أول دهاليز متاهة تاريخ البشر أَسْمعُ رجلاً يصرخ، وينهر الرسل والأنبياء وبينما أنا الآن في آخر المتاهة، أسمع ذات الصراخ. هل هو صدى يردد رميم عظام أو روح هائمة في برزخ عذابها أم أنه خلق غاشم يردد ذات أنشودته الملعونة: هذه أرضي، أرض الميعاد...!!

قمر آيل للسقوط
يئن جراح قيد مستعر
يهوي في دائرة الظل خلف السديم
والبشر في حيرتهم شتات غبار
يعصف فيه زجاج النوافذ المكسور
وعلى عتبة باب المنزل المسحور
في منتصف الليل
أَسْمعُ عويل كلاب جائعة، هزيلة
تمتزج في ولولة ريح ثكلى
ما أعياه النباح تنتظر الوليمة...!!

من أساطير الظلام
تمتد أيادي البغي إلى شرفات النور
تحرك الريح السوداء
تجتث سنابل الأحلام
تغرقها بالدماء
تدوس في مراعي الفراشات
لتغوص في القبور
وتسحق أزهار الحب والسلام...

جنازات، هتافات، والنهار كسيح يلطم على وجهه
يجوس في الممرات الضيقة
وبين الكرى والصحو
ترن أجراس الموت في الصمت للأحياء
ترن للأحياء... ترن للأموات
يرتفع الصوت عاليا يثقب عين السماء
تخرج الملائكة من السماوات الضبابية
تنزل، تلتقط الياسمين وأوراق الجلنار
هي اللحظة التي تفصل شهقة الحياة الأولى
عن النحيب الاعمى...

إما أن نكون أو لا نكون...

إن لم تكن الأحلام خيوط الروح
تصل الأرض بالسماء
لبعت حلمي لأول متجر رخيص
مصاب بداء الغثيان
ففي وقت مضى
مات الحب فينا
وصرنا مثل لعنة تتلبس المجانين..

ماذا تبقى للحزن، للموت، للحياة
للصمت العاري...؟!

هنا عصافير ميتة من القهر
كانت تحن للغناء
وأطفال ترضع الرصاص من فوهة البنادق....

مرة أخرى اسائلكم
ماذا تبقى للحزن، للموت، للحياة
للصمت العاري...؟!
هنا
حرائق.. دماء.. نحيب
جوع وحصار
أما آن الآون لنثر اللآلئ وإعلاء النشيد
لتمزيق الصمت
وإثارة انفجارات الغضب
وللكواكب أن تتناثر في السديم
قبل ان نصبح خرافة من رماد

فإما أن نكون أو لا نكون، هذه هي قضيتنا...

أيها السادي الآتي من أساطير الظلام
لا مكان لك هنا
فأنت تطأ أرض الرسل والأنبياء
تطأ أرض الرمل الحار
وتخطو على جبل من نار
وعليها تحترق كل شهوات الظلام
لا يمكن للدم المسفوك أن يصمت
أن يصمت
أن يصمت
ولا للشجرة أن تنسى وتتخلى عن الجذور
تتخلى عن الجذور
تتخلى عن الجذور...!!
أنظر حولك بانتباه
من دم الرضع
الإشراقة تنضج، تتكور، تتمدد
فأنت محاصر بشهوة الموت
تجرجرك ربات الجنون
إلى جوف الهاوية....
إلى جوف الهاوية...
إلى جوف الهاوية...
فاحترق
فاحترق
فاحترق...



 
  منير مزيد (رومانيا) (2008-03-20)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

الأنشودة الملعونة
 هذه أرضي، أرض الميعاد...!!-منير مزيد (رومانيا)

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia