قراءة في مجموعة قصص"الزهرة رميج" «نجمة الصباح»-كريكر محمد الهاشامي / المغرب
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
مقالات

قراءة في مجموعة قصص"الزهرة رميج"
«نجمة الصباح»

                  قبل أن نـتعـرف على «نجمة الصباح»، مجموعة قصص الأستاذة "'الزهرة رميج'"، لابد من "إضاءة" تقدمها لنا الكاتبة في أول الكتاب .    الإضاءة، هي أقصوصة/حكاية بدورها :
«صاح الديك ثلاث صيحات، نفخ ريشه، رفع رأسه إلى السماء مخاطبا نجمة الصباح :
ـــ لولاي ما أشرقت الشمس!......
ـــ يا لك من مغرور وهل تغرب الشمس؟.....
ـــ بالتأكيد! ألا ترين حلكة الظلام؟.......
ـــ لا يرى حلكة الظلام إلا من يقطن العوالم السفلية. أما في الأعالي حيث أنا، فلا وجود لها ! ».
« نجمة الصباح» هذه، هي المجموعة القصصية القصيرة  التي صدرت مؤخرا للقاصة المغربية "الزهرة رميج" عن المركز الثقافي العربي. وهي تتألف  من عشرين قصة تتناول الحياة العادية التي يعيشها المواطن العادي، الخاصة منها والعامة، بكل إرهاصاتها ومعاناتها، السلبية والإيجابية. القصص تحث عناوين منها "ذكرى"، "تكريم"، "خارج المدار" "المقصورة المحرمة" "سيدات السوق" "بحيرة الشيطان"، "الراقص العجيب"... وغيرها. من الصعب على غير الناقد المختص أن يـُبـرز للقارئ قدرة الكاتبة على حبك خيوط قصصها ومدى تمكنها من صهر أبطالها مع واقعهم الرتيب الذي جعلتهم يتحركون في فضائه، ومن العسير عليه  أن يظهر مدى تحكمها في طريقة مسكها بهم، كأنما لــكبح جماحهم حتى لا يزيغوا عن الخط الذي رسمته لهم وحتى لا يتخطوا الأدوار المنوطة بهم، والتي خلقتهم لـيقوموا بها، وبها وحدها. في غياب الناقد المختص، أرى أن إدراج قصة "الهدية" وهي إحدى قصص المجموعة، ولو بشكل مختصر، ومعها  "إضاءة " الأقصوصة السابقة أعلاه، قد تجعلان القارئ يقترب شيئا ما من أسلوب "الزهرة رميج" في فن الكتابة القصصية لديها، وسر الإبداع عندها في القص والحكي.
 قصة "الهدية" تقول :
 [بعد أن كان قد] «ضمها إلى صدره بحرارة والحافلة على أهبة الانطلاق [وهو يردد] متنهدا:ما أصعب الفراق»، و« بعد ستة أشهر من الغياب المضني [وهي في انتظاره]، تبحث عن هدية تقدمها له بمناسبة عيد حبهما. توقفت عند محل خاص بملابس الرجال،  شدتها علبة (مذهبة) وقارورة عطر، هدية تليق به، لا يهم غلاء ثمنها! [هاهي] أخيرا ستراه. ». «وصلت باب العمارة، فتحت صندوق البريد، رسالة منه، هذا خطه،... دخلت غرفتها وأغلقت الباب... : <<حبيبتي الغالية، لا أعرف كيف أبدأ...(فـ)لا قلبي يطاوعني ولا الكلمات...لن استطيع الحضور في الموعد المحدد ولا في أي موعد آخر...لقد كانت الظروف أقوى مني....تعلمين قـدسـيّـة حبي لك... أناشدك باسم الحب الذي ربطنا لسنوات الصفح والغفران.....لقد اكتشفتُ أن الواقع أكبر من كل الأحلام وأن الإنسان لعبة في يد القدر....>>. ابتسمت بمرارة والدموع ، تتساقط ، من عينيها. تذكرت ذلك اليوم الذي وضعت فيه حدا لضغوطات عائلتها: إما أن أتزوج من أريد ...أو لن أتزوج أبدا...» و«مند ذلك الحين،(مند) وجدت رسالة منه، تحولت الهدية...مع الزمن... إلى كتاب قـيـّم، تستلهم النور منه لاختراق دروب الحياة الشائكة.»
المجموعة القصصية «نجمة الصباح» صدرت عن "المركز الثقافي العربي في مائة وعشر (110) صفحات بالحجم المتوسط.
          للكاتبة والمترجمة "الزهرة رميج" مجموعة قصصية أولى صدرت تحث عنوان "أنين الماء" عن "مجموعة البحث في القصة القصيرة"، وسبق أن ترجمت عن النص الفرنسي مسرحيتي "تمارين في التسامح" و"قاضي الظل" للكاتب المغربي البارز عبد اللطيف اللعبي، كما صدر لها حديثا مجموعة قصصية قصيرة تحت عنوان «عندما يومض البرق».



 
  كريكر محمد الهاشامي / المغرب (2010-01-23)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

قراءة في مجموعة قصص

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia