أدور بخطيئة الحسنة-فائز الحداد /العراق
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
شعر

أدور بخطيئة الحسنة

  فائز الحداد    

في أزقة ٍ تتوحم بالملح ،  
 ولدت طائر خبز ٍ على أجنحة العباءات  
آراجيحي الرياح ، وأجنحتي السنابل 
حلقت بجدائل البتول باقات زهر لأعين التراب
وخلفي مدائن العرب  كفيفات
أدركت كعمياء اليمامة ..  إن الحياة طبولٌ
تقرعها الأرامل ، وترقعّها العانسات
وما من جلبة ٍ لشغل الليل غير التزاوج هوساً
نتعاقد بصكوك الحروب ..
 ونتناسخ بحيامن الشيوخ .
نتقرّد في قدح بعضنا ..
وما نخلِف من دود الشرانق ..
هبات لحصاد اللحى !!
ما زلت أحلم بجرة ماء تعيدني لشرفات
بيتنا القديم ..
 ولو بقبلة ٍ مسافرة على كأس
تنأى بي عن يباب العربان ..
وقرباط الخناجر.
محاصر بمأخذة النهى  كفرس العربات
 أدور بخطيئة الحسنة ..
حدّ التسول على إسم يعرّفني
في شوارع تأكل حفاتها ..
أعرتُ الرصيف شرارتي.. لأكونه
حلزوناً على عود ثقاب ..
شفتي ربابة .. ولساني مقصلة الحروف
فمحرابي رهين هلامين ..
 مابين السماء والأرض !!
كلُ أنثى ربيبتي .. لبلوغ ا اللآت
 ولا حجة لي بشعفات الحجيج . .
 ما فليتُ جنابة القمل برأس  هاتفة ٍ
ٍ وملأتي  تصفق بالأثداء
وما نتفُت ُ شارب ..
 من فضضني وسار في بياضي
عليم ٌ ببنات آوى الفصول ..
 وتقلب زار النية في السوء
فالقلوب اقفالٌ مقلوبة ٌ في ضياع الشفرات
والهواجس أعراسٌ يتامى
نحتفل بحناجر البالونات ونجلد بالطبول
فطبل العرس كجرس الدرس .. بعدهما جهاد
وسبايا حرث ، وشهداء ؟!
كمن يعزف إيمانه على وتر ِ أوسطه ِ ..
وينام مفلسا بثواب المؤخرات !!
لكنَّ الأنثى تبفى بألف رجل في الدم المحاور
والوسادة ُ .. قبل الجنة متاعاً أخضر
لقد خلفتنا الحروب .. في حسنات الجسد
 نطفات تتسول بأرحام حانات الأمم
نتشهى .. ولا نبلغ لطعة الوحام ..
ودمانا  ..
 مبازل لخزائن صرف الشعوب ؟!
ملائك  كنا ، في تباشير النبؤات ..
نعلّم الأرض سبيل حيائها ..
فأحالنا ملوك الشطرنج روثاً للمنافي
ليتني ما أستفقت على كارثتي ..
وبغداد سبيّة الغجر
أجمع الشظايا من أعين الصغار
كاحلامهم المغادرة ..
وأديم مسبحة الدعاء بصلوات الجيوش
فمن سيعيد ضائعاتي المنكرة
عند من باع ذمام الدم بالبصاق ..؟
ومن سيترافع عن آلهتي المتناثرة في السواد ..
لا زلت ُ أشك بآلهة ٍ ..
 توزع الحلوى على أفواه ٍ صدئة
وتعاقر الموت اعتقاداً.
أشك .. حد ّ اصطياد الحقيقة من فم جائع لئيم ..
وأتلو زمان جرذاننا الأجداد كتاريخ نييء
 ألفوا النار ليوزعوا الحمى  جنابة للصلاة ..
والفراديس تهالكت تحت أقدام الأمعات
خمسة ملايين شمعة يتيمة  يحملها العم " بابا نؤيل "
ليشرب نخبها أولاد الأنابيب !!
وعلى ملاس مليوني فخذ  ٍ أرمل ٍ..
 تنزلق الأعلام بعهرها المبين .
أجل ..
أعشق من يصطفيني قمراً .. فأنا إمام الليل
وما من لحد ٍ يشير الى الكرى مثل الحياة
لا أثق بأشباه العميان في وعود القبل ..
ولا بتضارع الشعراء كضرات
فالكلّ نيازك صفر ٌ ..
 تتجنح كالجراد عند الغنائم
وتحج نفاقاً على ظهور القوارير !!؟

      



 
  فائز الحداد /العراق (2010-01-25)
Partager

تعليقات:
عاشق الأدب /الولايات المتحدة الأمريكية 2010-01-25
تحية اليك ايها الشاعر الانساني الذى لا يهادن القصيدة الا وهو محمول على أمواج من الاسئلة المحيرة وبين يديه نيازك حارقة مسكونة بأرواح الالاف من الشهداء الذين رحلوا تحية اليك على هذه القصيدة التي جعلت روحي تحشرج فى صمت وقلبي يخفق فى همس للحلم الكبير الذي تخبئه فى شعرك الشفاف وللقلق الصادم الذي يسيل كالنهر بين سطورك شكرا لك يا فائز حداد ودام قلمك النير
البريد الإلكتروني :

أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

أدور بخطيئة الحسنة-فائز الحداد /العراق

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia