أمِنْ صلاتِكَ و التهليل ِ تنبثقُ
و هلْ بركبِكَ ركبُ الفنِّ يلتحقُ
هلْ أنتَ مِنْ عالَم ِ الألغازِ منبعُهُ
أم أنتَ حلٌّ لِمَنْ في الموتِ قدْ سُحِقوا
أرحلة ُ الموتِ لمْ تهدأ تلاوتـُها
إلا و نعشُكَ بالترتـيـل ِ مُتـَّـسِـقُ
نعاكَ قلبي و لمْ تبردْ مشاعرُهُ
و في اشتعال ِ خريفِ النعي ِ يحترقُ
خرجتُ منكَ بأصداء ٍ محطَّمةٍ
و فيكَ عـنـوانـُهـا هيهاتَ ينغلقُ
و ذاكَ قبرُكَ بالأحضان ِ حرَّرني
و بالمودَّةِ و الإيمان ِ يعتنقُ
رحلتَ كالقربِ عنْ ألوان ِ فلسفةٍ
و طعنة ُ البعدِ في الألوان ِ تخترقُ
و أنتَ بسملة ٌ في ثغرِ قافيةٍ
و سطرُكَ الصُّبحُ لمْ يَكتبْ بهِ غسقُ
يا فارسَ النبل ِ لا تهواكَ ملحمة ٌ
إلا و شعرُكَ في مرآتِها الألقُ
خذني شِراعاً و لا تـنسفْ لنا أملاً
حطامُهُ الهمُّ و التفكيرُ و القلقُ
سألتُ شاطئكَ المهمومَ عنْ خبرٍ
و في السؤال ِ تتالى ذلك الشفقُ
هلْ ظلَّ نعيُكَ أيَّاماً مُعَذبةً
و في فواصِلها الأوجاعُ و الأرَقُ
هلْ أنتَ في عالمي في كلِّ واجهةٍ
وجهُ الغياباتِ أمْ في ذاكَ يُختلقُ
أمِن عطايكَ تأتي كلُّ قافلةٍ
معنى و لفظكَ فيها الفارسُ الحذقُ
هيهاتَ تغربُ في موتٍ و أحجيةٍ
و منكَ يُشرقُ في أحلى الهوى الأفقُ
و أنتَ في الشعرِ أرواحٌ محلِّقةً
و أنتَ في أنتَ دينُ اللهِ و الخُلُقُ
رواةُ موجِكَ لمْ تتعبْ مدائحُهمْ
و كلُّ حسـن ٍ إلى ما فيكِ يتـَّفقُ
أبا عليٍّ أيا تفصيلَ ملحمةٍ
فرسانـُها البوحُ و الأقلامُ و الورقُ
أرضعتَ نجمَكَ منْ ثدي ِ السَّماء ِ هدىً
و نجمُكَ الفنُّ و الأشعارُ و الألقُ
أبا القصائدِ كمْ أغرقتَ عالمَنا
شعراً و يفرحُ في أشعارِكَ الغرقُ
و مِنْ مُحيَّاكَ ظلِّي لا يـُفارقــُني
و كلُّ ظلٍّ لمنْ عاداكَ مُنسحِقُ
و منكَ أصنعُ للعشاق ِ خيمتَهمْ
أوتادُها الشُّكرُ و التسبيحُ و العَبقُ
نبضي يموتُ إذا فارقتَ عالمَهُ
و ما أظنُّ فؤادي عنكَ يفترقُ
عبدالله علي الأقزم
5/10/1430هـ
24/9/2009م