تتصاعد الأزمات من وقت لآخر بفعل ظروف خارجة عن الإرادة وأحيانا بفعل متعمد لكنه أرعن في ضوء أزمة عقل وضمير وهذا يزيد من مشكلاتنا بصورة تدعو لوقفة عقل يعي كم النتائج التي تترتب على فلسفة الأوهام وغيرها من جهل وتجهيل لروح الحكمة التي تكمن فينا بالفطرة السليمة لو تدبرنا الأمر بصدر رحب لأننا في النهاية أنا وأنت وغيرك ضمائر الواقع ؟!
ومن هذا المفترق أجدني كاشفا لنفسي حجم الكوارث التي ننزلق إليها طواعية بدون منطق لأننا نرفض التفكير من الأساس في مجمل عام ومن ثم نجد جيلا مشوه العقل لأننا أستبدلنا معنى آخر لعالم من وهم وخيال مريض وهذه حكاية لكنها روح واقع نشعر به ونتألم له عندما نقف أمام بشر لايعرفون غير تأليب النفوس سواء كانوا في شارع .. مؤسسة .. مدينة ... قرية .. مسرح .. مسجد .. كنيسة .. دول ..أحزاب ..معبد .. والأغرب توليت لقضاء الحاجة ؟!
نعم وهذا هو المؤلم لرحلتنا جميعا من يتملك طائرة ومن لايمتك دابة في ظل تخبط عقلي وهمي مائة في المائة وقد استمعت لبعض مداخلات تلفازية منذ أيام في لبرنامج فضائي ثقافي عربي والمحاور يلقي بسؤال لأحدى الشاعرات العربيات حول مفهوم العلمانية ومعها على الطرف الآخر الضيف وآخر متدخل صحفي على ما أذكر، ولم يصل رد مقنع من المحاور والشاعرة والصحفي لتعلق قضية هامة مثل العلمانية على شماعة متهالكة من القش ؟
نعم حاولت الفهم أمام أبنائي الصغار الذين كانوا يشاهدون البرنامج وتوقعت سؤال أحدهم حول ما يسمعونه ربما لأول مرة حول مفهوم العلمانية وسألني بالفعل الصغير محمد الذي لم يتجاوز عمره الست سنوات ما معني كلمة علمانية التي أغضبتك ؟
ونظرت لوجهه وفكرت في الأمر نعم غضبت، لذا بعد انتهاء مناسك الحج سوف أجيبك على هذا السؤال الهام جدا جدا ؟
وصمت الصغير وتعلق بكوب اللبن يشرب منه بتأمل من نوع آخر ربما بعد عقد أوأكثر يعلم حجم كارثة عدم الوصول لرؤية ثقافية نتفق معها على شيء عندما نسأل عنه لأن المسألة هنا أشبه بلعبة "جلا جلا" وساحر غشيم ؟
لابد من إعادة روح التعقل لكل ما هو ثقافي وعربي لأننا نحلم بوطن عربي واستعادة روح عراقية .. ومصرية .. وفلسطينية .. ولبنانية . . وسورية .. وخليجية لنتفق على خطاب واحد تكون فيه حلول ترضينا جميعا بلا أدنى شك ؟
فكشفت لي كلمة علمانية التي رفضت الإجابة عنها لابني الصغير وتعللت بأن الإجابة ستكون بعد انتهاء مناسك الحج لهذا العام هو رغبتي الحقيقة في التفكير لمعرفة كيف نتعامل مع العصر بدون خوف وغضب من رأي آخر أو مؤسسة وغير ذلك ؟
لكن الذي توصلت إليه هو الحفاظ على عاداتنا وقيمنا ونبلنا العربي تحت أي شعار لأنني لست سياسا ولاأفهم في السياسة، فهناك من يقيم الأمر ويعمل لصالح الوطن العربي دولة ودول ؟
لكنني أسعي لنبذ الخلاف من الأساس أي من نشأة الطفل وهو احترام الرأي الآخر ليس بدافع الخوف والرهبة ولكن بدافع من العمل القائم على المكاشفة ودون جدل مريض حتي نستعيد روح العقل ؟!
نعم روح العقل الذي انشغل بالمفرد على حساب أمة عريقة نجلها ونعتز بها بكل طوائفها وأحزابها وعاداتها فهنا سوف تنجلي الغمة ولن يعود لها فيروس الوسوسة المخيف في تبلد الرد ومحاولة تغيير الصورة تحت أي مسمي، فضميري ككاتب عربي هو ضمير كل مثقف ومواطن وقارئ غيور على جوهر أمته الكبيرة لأنها تضمنا أجساد وأشلاء ورفات وفوق كل ذلك تاريخا نتركه لجيل وأجيال لتكملة الرسالة فلا لفيروس الوسوسة لا وألف لا لهذا الفيروس المدمر للحقيقة وصوت العقل ؟
تعليقات:
