الغدير-ماجد الراوي - سوريا
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
شعر

الغدير

ألا حَيِّ أَيامَ الغَدِيرِ وَعَهْدَهُ
اذِ الشِّيْحُ يُلْقِي في الغَديْرِ الغَدائِرا
رُفُوفُ القَطا عِنْدَ الصّباحِ تَؤمُّهُ
وتُرْخِي عَلَيهِ الشَّمْسُ مِنْها سَتائِرا
وَلَسْتُ بِناسٍ يَوْمَ نُلْقِي بِهِ الحَصَى
فَيَرْسُمُ في وَجْهِ المِياهِ دَوائِرا
دَوائِرَ تَنْفِي عَنْ حَصاهُ تُرابَهُ
فَتَنْفُضُ تِبْراً عَن عُقُودِ جَواهِرا
فَيا لِغَدِيرٍ كَالمَرايا صَفاؤُهُ
يُرِيكَ خَيالَ الشَّمْسِ في العَيْنِ نافِرا
يصافح ضوء الشمس صفحة مائه
فيرسم فيها من نضار أساورا
تذوب اذا ما الشمس آن غروبها
فتمسي عليه عسجدا متناثرا
ألا هَلْ رَأيْتَ الشَّمْسَ يَوْمَ تَرَنَّحَتْ
تُشابِهُ سَكْراناً مِنَ الخَمْرِ دائِرا
لَها نَظْرَةٌ فَوقَ الغَدِيْرِ حَزِيْنَةٌ
وَوَجْهُ أَخِي شَوْقٍ تَلَفَّتَ حائِرا
وَماجَ لَها ماءُ الغَدِيْرِ مُوَدِّعاً
وَوَدَّعَها سِرْبُ القَطا مُتَطايِرا
وَراح أهالي البيْدِ يُذْكُونَ نارَهَمْ
لَيَدْعُو بِها مَنْ كانَ في اللَّيْلِ سائِرا
َغدَوْتُ – وَكانَ الحُبُّ مِنِّي مُكَتَّماً
كَلِيْلاً عَنِ الكِتْمانِ بالحُبِّ جاهِرا
وَرُحْتُ إلى ذَاكَ الغَدِيْرِ وَمائِه ِ
لأَصْطادَ أَحْلامِي وَأَجْلُو الخَواطِرا
يُذَكِّرُني أَيَّامَ بَكْرٍ وَتَغْلِبٍ
وَأدَّكِرُ الأجْدادَ قَيْساً وَعامِرا
أَحِنُّ إلى تِلكَ الصَحارى وَأَهْلِها
هُمُ الحامِلُونَ المَجْدَ قِدْماً وَحاضِرا
أحِنُّ إلى ماءِ الغَدِيرِ وأُفْقِهِ
وَضَوْءِ تَنانيرٍ تُثيرُ المَشاعِرا
فَيالَيْتَ أَيَّاماً تَوَلَّتْ تَعُودُ لي
وَتَرْجِعُ جاراً يا غَدِيْرُ مُجاوِرا
وَيا لَيْتَني أُمْضي بِقُرْبِكَ عِيْشَتي
وَأُصْبِحُ كالأطْيارِ فَوْقَكَ طائِرا
بِسِحْرٍ الليالي يا غَدِيْرُ جَوارِحي
تَمَلَّكْتَها قَلْباً وَسَمْعاً وَناظِرا



 
  ماجد الراوي - سوريا (2010-03-13)
Partager

تعليقات:
نحاس حميد /المغرب /تازة 2010-03-16
قصيدة رائعة غنية بالصور والاضواء والوان الطبيعة ذكرتني بأشعار أبو القاسم الشابي ومحمود سامي البارودي وشعراء المهجر,حيث اللغة الشعرية دافئة تناجي الروح وتتغني بالحياة شكرا للشاعر ماجد الراوي.nehass hamid de maroc taza (hizbalah)
البريد الإلكتروني : boy-sanam@live.fr

ع الخياطي /المغرب 2010-03-16
الغدير هنا ليس أي غدير ،لا و الله إنه غدير خم حيث جمع الرسول (الشيخ) الناس ليوصيهم بمايعة علي بن أبي طالب كما يقول الإخوة الشيعة في الحديث المعروف ب "حديث الغدير" .. و ما الغدائر سوى كلامه عليه الصلاة و السلام... ورغم أننا كسنة لا نؤمن بحديث الغدير هذا و لانجده في الصحاح ، إلا أنني لا أملك سوى أن أحيي الشاعر على هذه القصيدة الرائعة
البريد الإلكتروني : khay747@hotmail.com

عاشق الادب /الولايات المتحدة الامريكية 2010-03-13
قصيدة رائعة غنية بالصور والاضواء والوان الطبيعة ذكرتني بأشعار أبو القاسم الشابي ومحمود سامي البارودي وشعراء المهجر,حيث اللغة الشعرية دافئة تناجي الروح وتتغني بالحياة شكرا للشاعر ماجد الراوي
البريد الإلكتروني :

أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

الغدير-ماجد الراوي - سوريا

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia