إلى رُوحِ جَدّي رَحّالْ رَحِمَهُ الله المتوفّى صبِيحة ذكرى الّمَوْلِدِ النَّبَوي بَعد أن أتمّ مائة عَامْ
إلى رَجُلٍ
إلى وَالِدٍ
إلى صَدِيقٍ
جَمَع أجْمَلَ الْخِصَالْ
***********
أعِيداَ أتانا
و ما كَان عيدْ
نَحيبُ الحَمَام
وَ صَوْتُ رَضِيعٍ
يُنَادِي الْحَلِيب
وَ جَدّي كَمَا الْحُلْمِ
يَغْفو
وَ يَنْوِي الرَّحِيلْ
طَويلٌ كَمَا النَّخْلِ
حَدَّ الْغَمَامْ
أبِيٌّ وَمَا كَانَ يَوْماَ
رَفِيقَ اللِّئامْ
هُنَا كَانَ جَدِّي يُطِيلُ الْقُعُودْ
وَ كَمْ حَفَّ مَجْلِسَ جَدّي الْعِبَادْ
فَقِصَّةُ جَدِّي لَهَا ألْفُ بَابْ
وَلكنْ
إذَا غَابَ مَنْ قَدْ رَواهَا
فَلا...
لَنْ تُعَادْ
أرَقْتُ الْمِيَاهَ عَلَيْكَ
وَ دَمْعِي عَلَيْكَ مُرَاقْ
وَ قَلّبْتُ جَنْبَيْكَ اهٍ
لَكَمْ طَابَ لِي
بِالْمَسَاءِ الْعِنَاقْ
وَ كَمْ طَابَ لي أنْ أشُمَّ
شَذَاكْ
سَلَامِي عَلَيْكَ
وَ قَلْبِي فَدَاكْ
أيَا رَاحِلاَ
قُلْ
مَتَى قَدْ أرَاكْ
أحُلْماَ سَتَأتِي
وَ طَيْفاَ يُهَابْ
وَهَلْ يُرْعِبُ الطَّيْفُ
مَنْ كَانَ مِثْلِي يَرَاكْ
أجَدُّ سَتَبْقَى
بِقَلْبِي تَعِيشْ
وَ هَمْسُكَ نَبْضِي
إلَى أنْ ألَبِّي
نِدَاءَ الإله
رَحَلْتَ وَ لَكنْ
سَيَبْقَى الْوِصَالْ
صَلَاتِي عَلَيْكَ
وَحُزْنٌ دَفِينْ
يُغَيّبُ شَمْسَ الصّبَاحِ
الْمَسَاءْ
وَ غَيَّبَ وَجْهَكَ
بَعْضُ التُّرَابْ
فَهَلْ يُعْرَفُ الشَّوْقُ
بَعْدَ الْمَمَاتْ
كَمَا يَعْرِفُ اللهُ
ذَنْبَ الْعِبَادْ
وَ هَلْ تَبْسِمُ الْعَيْنُ
فِي لَحْدِهَا
كَمَا يُزْهِرُ الصُّبْحُ
زَهْرَ الْقُبُورْ
تَرَكْتَ لَنَا الدّارَ
مِثْلَ الْخَرَابْ
وَمَا انَسَ الْقَلْبَ
إلا دَفَاكْ
أيَا رَاحِلا
قُلْ
مَتَى قَدْ أرَاكْ
فَقَدْ خَانَني
دَمْعُ عَيْنِي
وَسَالْ
فَعَيْشِي سَعِيداً
بِدُونِكَ يَا جَدُّ
حَتْماً مُحَالْ.