مساء بغداد نسيم يعانق الجليد
يمشط ليلها خيول المغول
وقد أنهكتها السنون الشاحبة
حين يعودون إلى عشبنا غانمين .. باسمين
نوقض زوجاتنا
ليغفر السلام ما جنته أيدينا
يغازل الغزاة ماتبقى من ليالينا
لهم ما ليس لنا..
ولنا ماليس لغدهم..
ماذا تبقى للموتى كي يحملوا أثقال الورى..؟
بعد غد، نعيد البراعم وزوجاتنا إلى الفحولة الغائبة
نصافح أعداءنا
ليمحو القدر ما اقترفه أجدادنا
شيء يزيح الرتابة عن الضجر فلا
فمن خبر أطفالنا نصنع خمرا للتتار
نرقص على جماجم الموتى
نحكي قصص البطولة لأطفالهم
كي يناموا على إستبرق السفر
وبغداد تداعب جدائل التاريخ
لعل الأمين ينفض غبار السآمة عن القصيدة
وغاصت المدينة في المدينة
جفت البحر أشرعة
وعادت النوارس أدراجها من سامراء الحزينة
ماذا أعد أسلافنا لغدهم..؟
لكي يطفئوا الحروب عن ملح السفينة
شيدوا خيمة للغياب
فوراء البحر سرب من السراب
يطل على خيمتنا
يعانق أجسادا مخضبة بالضباب
فما كان حلما
سيطفو على جلد التاريخ
ليزرع الرتابة في خريف غدنا
ويحصد لاسمه في بغداد الضغينة