لم أعد أثق ببياض الورقة
طالما لونها الناصع
يحز في نفسي
أنا الآن مصاب بالتخمة
من أثر الحبر الخفي
فليس لدي حبر سحري
لترويض عفاريت الالهام العصي
حين يحل الظلام البهيم
ألفظ أنفاسي الأخيرة
وسط حشد الكوابيس المنتقمة
لا شئ يغريني بالعودة
ولا أعيد مداولة الأيام الغابرة
التي سرقت مني طفولتي
في الشوارع الخلفية
مثل نرد يندب حظه
أذوب في حسابات الآخرين
وسأطلق ذئابي الوفية
ترود نعاجهم على طاولة الرهان
ثم أدور على رحى طائشة
وأسأل أهل النزوات
في أي واد تهيمون
وأية ليلى تعشقون؟
ثمة نوتات أغنية حزينة
تحتظر فوق مفاتيح
البيانو المتآكل
عبثا سأركب مطية الريح
باتجاه المسافات
التي لا تعرف الانحراف
وأقرع باب الظل الطاعن في التيه
هكذا أقامر مع الخيول الجامحة
ذات الحوافر المتصلفة
لعلي أفوز بأعواد ثقاب مستعملة
وحين أعود منتشيا
من حفلات التنكر
لأدخل حلبة السباق
أجد نفسي تائها على أرصفة الخيبة
كتابوت مثقل بزهور الدفلى
لا أريد المكوث في مدارات
الحياة اليومية
أنا المنشغل دوما
بوشم فراشات الليل
أكسر كل المرايا في بيتي
وأعجنها انعكاسات وفية
وألم شتات أنفاسي المرتخية..