مات الشاعر أيها الثقلان
رحم الله منيرا
وإذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام
هكذا ترحل الريح فجأة
تصنع من صمت الموت دخانا أبيض
يتثنى ويذوب
في زبد الأيام
طنجة تأكل أبناءها
ويتيه الحلم في أحشاء هرقل
وتصرخ كل النجوم بهمس الحزن
ويبقى وحده البدر منيرا
رحم الله منيرا
أبو العيش يموت
يشيعه الأموات بعيدا
ويأبى غير عيش شفيف
يتبختر في دروب العشق
من كهف هرقل إلى تلابيب القصر الصغير
ترفل أسماء طنجة العلياء
عارية بصواريها المرفوعة في شعر منير
رحم الله منيرا
جلستُ وما في الموت بد لجالس
أرثي منيرا
والهموم تستعجلني
تعيّرني أني لا أعرفه
فقلت: بنت الموت نحن شاعران
نحن معا رضعنا أثداء مدينة مغرمة بالريح
وأنا متّ قبله
ولم أدفن بعد