سلطانة ..-عبد الواحد محمد / مصر
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
قصة/نصوص

سلطانة ..

  عبد الواحد محمد    

استبدلت ملابسها الداخلية على عجل .. لتلحق بموعد حبيبها .. بعدما عرفت بقدومه فجأة من سفر بعيد .. فبدت عروس عذراء .. لاينقصها سوى فستان الزفاف الأبيض ..وهي ترسم في عقلها صورة له .. ربما تغير .. لم يتغير ؟هو كما هو.. لم يمتلئ قوامه الرياضي .. مازال يتكلم بحميمية عن عشقه لها ..
تذكرت كم كان يضمها بين ذراعيه بحنان دافئ .. فترقص معه أنشودة كل مساء  أعذب الألحان .. لم تعرف غير بحور من السعادة .. لتحيا في أعماقها كسلطانة لعهد قادم ؟مازالت تحلم بالدقائق والثواني والساعات .. قبل لقائه في المطار .. تعد كل شئ بعنايه .. تتذكر آخر كلماته الهامسة لها .. بحبك .. بحبك ؟مفيش أجمل منك امرأة .. كلك جمال داخلي وخارجي ؟وفوق ذلك ذوقك من النوع الشفاف !لتسأله مرة .. ماذا تقصد بذوقك من النوع الشفاف ؟تمتم بعبارة واحدة .. يعني سلطانة ؟ّثم ماذا ياحبيبي ؟همس في أذنيها أنك دوما رائعة ؟أطلت علي صورته التي تتصدر غرفتها الملائكية ؟بعيونه العسلية تبتسم لها .. كأنه معها .. لم يفارقها سوي جسدا .. كم حلمت برجل مثله .. فكانت محظوظة به .. رغم أن كثيرين من أثرياء العائلة .. تقدموا لها .. رغم تواضع مستواه المادي بالمقارنة بهم .. الا أنه أمتلك سهم قلبها منذ اللحظة الأولي ؟فكان فارسها الذي منحها شمس الحياة .. وظلها الذي لثم شفتيها بأعذب القبلات .. تذكرت كثيرا من فصول ليلية ؟؟.. وهي تتعجل عقارب الساعة .. مازال علي موعد طائرته خمس ساعات .. لاتمر .. كأنها دهر عموما ظلت ترقص بخطواتها الرشيقة .. وهي تنظر للمرآة نظرة عروس تزف للمرة الأولي .. لحبيبها الذي أختارته من بين الألوف ؟فأمطرته كثيرا من الأعجاب الذي لو سمعه .. لآتي إليها أسرع من الطائرة ؟تحرك قلبها وعقلها .. لتضع علي وجنتيها عطره المفضل ..نعم هو يفضل هذا العطر ؟وهو من نوعية الزهور التي تزين بها غرفتهما الملائكية ؟مضت الساعات وهي تحلم به .. كما مضت ليال طوالا وحيدة .. يعذبها فراقه القدري .. لكنها الحياة تفرض كثيرا من لغات غير محببة لها ؟ملامح شاحبة ؟صور مزعجة ؟آيات غاضبة ؟عنوان عريض لأبطال زائفون ؟ما هي الحكاية في زمن غير الزمن ؟سويعات مرت ودقائق وساعات .. وهي تتذكر  حبيبها .. ليطرق الباب الخارجي بقوة .. توجست خيفة .. من الطارق في هذا الوقت ؟لأأحد يعلم بقدومي هنا غير شقيقتي الصغري ّ؟وضعت عباءة علي ملابسها الشفافة .. وأزالت بعض المساحيق .. والباب يطرق بقوة رعد .. وهي تردد ثواني يلي بتدق الباب ؟لتجدفارسها في أحضانها .. وهي تردد ا مش معقول ؟مش معقول ؟كنت أظن موعد طائرتك لم تصل الآن .. لقد أخبرتتني أنها ستأتي في الخامسة مساء ؟ضمها لصدره كعصفور الكناريا.. مفاجاة ؟وهي تنهمر في دموع الفرح بحبك بحبك بحبك ؟وكل منها يذوب في الآخر وكأنهما من عصر الاميرات في القرون الوسطي ..تركوا لجيل جديد عصر الزواج العرفي ؟والتسكع بدون هدف في رحلة الأوهام ؟
عبدالواحد محمد




 
  عبد الواحد محمد / مصر (2010-04-18)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

سلطانة ..-عبد الواحد محمد / مصر

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia