"ليعلم العالم أجمع: إننا نعيش في القرن الواحد والعشرين قبل الميلاد. هكذا ندفن ونحن أحياء" ! حوار مع المخرج والمسرحي والشاعر العراقي مروان ياسين الدليمي-أجرى الحوار الكاتب بسام الطعان (سورية)
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
حوار

"ليعلم العالم أجمع: إننا نعيش في القرن الواحد والعشرين قبل الميلاد. هكذا ندفن ونحن أحياء" !
حوار مع المخرج والمسرحي والشاعر العراقي
مروان ياسين الدليمي

المخرج والمسرحي والشاعر العراقي مروان ياسين الدليمي يحمل شهادة البكالوريوس من جامعة بغداد/ كلية الفنون الجميلة/ قسم الفنون السمعية والمرئية/ فرع الإخراج التلفزيوني.
يعمل مدرسا لمادة التمثيل العملي وتاريخ المسرح والديكور والإضاءة، ومعدا ومخرجا للأفلام الوثائقية في قناة عشتار الفضائية.
حصل على جائزة أفضل مخرج سينمائي في مهرجان اربيل الأول للأفلام القصيرة عام 2004 عن فلمه (اكسباير)
صدرت له الأعمال التالية:
1ـ رفات القطيعة ـ مجموعة شعرية 1999
2ـ سماء الخوف السابعة ـ مجموعة شعرية 2004
3ـ شعر مستعارـ مسرحية 1997
4ـ استدراج النهار حتى نافذتي ـ مسرحية 2001
5ـ قيامة التأويل ـ دراسة نقدية 2004
عضو اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين
عضو اتحاد الصحفيين الدولي
عضو نقابة الفنانين العراقيين
نشر نتاجه في الصحف والمجلات العراقية والعربية،
التقينا به وأحببنا أن نقدمه للقارئ من خلال هذا الحوار:



س 1- ما الذي قادك إلى عالم الشعر. وهل الشعر قادر على التعبير عن تشابكات الحياة وتعقيداتها أكثر من المسرح ؟

ج: أولا علي الاعتراف بأن ارتباطي بتجربة الكتابة الشعرية جاء متأخرا، أي في مطلع التسعينات من القرن الماضي. رغم أنني كنت أكتب قبل ذلك التاريخ بعشر سنين. إلا أنني كنت منشغلا في العمل المسرحي الذي أخذ مني نصف عمري. ذلك أنني بدأت الظهور على خشبة المسرح ابتداء من سنة 1973، مع المخرج شفاء العمري وهو واحد من أهم المخرجين المجربين في العراق إلا أنه لم يحظ من الاهتمام الإعلامي الذي يستحقه. وانتهت علاقتي بالمسرح عام 1992 بعد انتهاء مهرجان المسرح العربي الأول في بغداد. بعد أن اكتشفت أن الكثير من جوانب الحركة المسرحية مكرس لأبناء العاصمة بغداد وأن لا فرصة لأي مبدع من خارج بغداد لأن يكتب اسمه في تاريخ المسرح العراقي وأنا بطبعي أميل إلى التمرد ولا ارتضي لنفسي أن يهمشني الآخرون.. من هنا بدأت أكرس كل جهدي للكتابة الشعرية. في محاولة مني لممارسة حريتي في اللعب واكتشاف هذا الغموض المثير في التجربة الإنسانية. وفي محاولة مني لمقاومة هذا الإرث السلطوي الذي يوشك أن يجهز علينا. من هنا كان الشعر يقظتي الدائمة أمام المذبحة والموت المبيت لي ولطفولتي. طيلة سنوات الحصار الظالم على العراق لم أكن أملك إلا الشعر لمقاومة ذلك الموت اليومي البطيء. الذي خيم على أيامنا. كنت أقرا كثيرا وأكتب قليلا. ولم أندفع للنشر حتى اكتملت لدي مخطوطة شعرية مع بداية عام 1999 فأصدرتها على نفقتي الخاصة. كانت بعنوان (رفات القطيعة) وكانت مفاجأة للوسط الأدبي في مدينة الموصل. احتفى بها من له شأن (بالنصوص المفتوحة). ومنذ ذلك التاريخ وأنا حريص على تجاوز ما أكتب في أي نص جديد أكتبه. وكان آخر نص كتبته هو (المهمل. . سهواً أو عمدا) والذي نشر في موقع أدب فن الإلكتروني. الشعر كما أفهمه تجربة إنسانية لإعادة صياغة العالم المرئي وخلقه جماليا بشكل آخر. من هنا يمنحنا الشعر القدرة على الدخول إلى ما هو لا مرئي وما هو غامض، الشعر هو كتابة أخرى للتاريخ. كتابة تمارسها الذات الإنسانية ضد الواقع. الشعر هو النزوع إلى التحول الجمالي في رؤية الواقع ومشاكسته وتحطيم أيقوناته تحت راية الحرية التي يمضي بظلها الشاعر ويحلق عبرها في أسطورة الحياة.


س 2- ما يجري في العراق من احتلال ودمار هو مسرحية هزلية. ماذا فعل الاحتلال بالثقافة والمثقفين في العراق . هل المثقف العراقي قادر على الإبداع في ظل الاحتلال؟

ج: السيرك السياسي في العراق أصبح مقرفا ومكشوفاً، ولم تعد القوى التي جاءت مع المحتل تستحي أو تخشى من ارتكاب أية جريمة بحق الشعب العراقي. طالما كان المحتل الأمريكي راضيا عنها وغطاء لها. إن الخطوة الأولى للمحتل والذين تعاونوا معه كانت في وضع عشرات المثقفين العراقيين التقدميين والذين كانوا منفيين سنين طويلة في عهد النظام السابق. في قائمة سوداء ومنعتهم من دخول العراق خوفا من أصواتهم. وفي مقدمة هؤلاء سعدي يوسف ومظفر النواب. كيف يمكن لوطن أن يكون حرا عندما يكون شاعر مثل سعدي أو النواب تعتقله الغربة القسرية. وغير مسموح له بدخول الوطن. لقد أنتج الاحتلال ثقافة طائفية. وهنالك العديد من الأسماء التي بدأت تمارس دورا تخريبيا في الثقافة العراقية. وإلا ما معنى الهجوم على سعدي يوسف لا لشيء إلا لأنه هاجم المحتل الذي دمر البلاد. وأثنى على مشروعية المقاومة للمحتل. كنا ننتظر اللحظة التي يسقط فيها الفكر الشمولي لنمارس حريتنا في التفكير دونما خوف من الاعتقال. إلا أننا بدأنا نواجه التكفير والتصفية الجسدية من كل أطراف اللعبة، في الفوضى العراقية بلا استثناء دونما حاجة لأن يتعبوا أنفسهم في إصدار أوامر الاعتقال. ومع ذلك فأنا أجد أن ما يكتب في العراق من أدب في ظل الاحتلال الأمريكي وبعيدا عن مؤسسات حكومة المنطقة الخضراء هو اكتشاف جديد ومهم لمعنى الكتابة، خصوصا وأنك تكتب وسط عالم صاخب وغاضب وعنيف. لا يمكنك أن تكتب دون أن تتطالك شظايا المفخخات ورصاص الغدر والاحتلال. في العراق يكتب زمن آخر للشعر وللحرية وللإنسان.

س 3- ما هو تاريخ المسرح العراقي؟

ج: ابتدأ المسرح العراقي المعاصر قبل أكثر من مئة عام في مدينة الموصل. وكانت كنائس الموصل هي السباقة في إنبات هذه الظاهرة في الحياة العراقية. وذلك من خلال الدور المهم الذي لعبه الآباء الدومينيكان في كنيسة الساعة في تحريك الحياة الثقافية بالكتب والمجلات والترجمات التي ساهموا بها من خلال أولى المطابع التي جلبوها وأدخلوها لأول مرة إلى العراق. في نهاية القرن التاسع عشر. ومن ساحات الكنائس ظهر أول كاتب مسرحي عراقي معاصر وهو (حنا حبش)، وظهرت أولى العروض المسرحيه العراقية لتنتشر بعد ذلك في عموم العراق.


س4- الحركة المسرحية في العراق كيف تراها؟ وأين موقع المسرح العراقي على خارطة المسرح العربي؟

ج: في ظل ثقافة طائفية يروج لها في العراق، لا يمكن قيام حركة مسرحيه. المسرح يزدهر في الزمن الذي تحترم فيه الحرية الإنسانية والتفكير والاعتقاد. دونما خوف. . الذي يجري في العراق عودة إلى الوراء، إلى محاكم تفتيش جديدة، إلى زمن الكهوف واللطم والدفوف. إلى زمن الفرمانات والسلاطين الذين لا يرد لهم أمر، ليعلم العالم أجمع: إننا نعيش في القرن الواحد والعشرين قبل الميلاد. هكذا ندفن ونحن أحياء. أرجو أن تقف معي لنتأمل هذه الحادثة. رجل فقد ستة من أفراد عائلته في التفجير المروع الذي حدث في حي الزنجيلي الفقير في مدينة الموصل قبل أسابيع، والذي أزال الحي عن وجه الأرض. بعد أيام على هذا الحدث جاءت مجموعة مسلحة إلى موقع الحدث لتقتل هذا المنكوب بعائلته فوق أنقاض داره. هل يعقل هذا؟ هل يمكن حدوث مثل هذا الأمر في أية بقعة على الأرض إلا إذا كان الاحتلال موجودا هناك. هذه هي ثقافة العنف والقتل بدم بارد، المتاحة للأجيال العراقية الناشئة. كيف يمكن للمسرح أن ينشأ في مثل هذا الجنون. المسرح خطاب ارتقاء بالعقل في مجتمع عاقل يصغي لما تقول ويفهم ما تقول ويختلف معك في ما تقول، لكنه لا يتورط في قتلك والاستمتاع بقتلك. منذ سقوط النظام وإلى هذه اللحظة كل العروض المسرحيه ما هي إلا تتمة لمهرجانات اللطم والقتل التي قضت على آخر ما تبقى من شظايا الوعي لدى الإنسان البسيط الذي دمرته الحروب الطويلة. اليوم وغدا لا وجود لمسرح عراقي في الداخل طالما الاحتلال وشركاؤه يجثمون على أرض العراق، المسرح العراقي سيكتب سطوره المضيئة بعد زوال المحتل. حتى في زمن صدام حسين ورغم الرقابة الشديدة والصارمة، إلا أن المسرح العراقي كان في ذروة مجده وعطاءه. وكان للفنان العراقي مساحة واسعه للتفكير والقول والنقد رغم قسوة السلطة وجبروتها على المواطن. كان الفنان المسرحي قادرا على اللعب وتوسيع هامش الحرية بتشفيرية عالية وغاية بالذكاء لتوصيل خطابه الفني رغم أنف السلطة، من هنا نشأ آنذاك مسرح مهم على درجة عالية من النضج في لغة الخطاب الفني، مما أهله لاقتناص الجوائز الكبرى في معظم المهرجانات المسرحيه التي شارك فيها. أما الآن فإن السيوف المسلطة على الرأس كثيرة جدا. وقائمة المحرمات لا تعد ولا تحصى . فقط إذا أردت أن تشتم النظام السابق فن لك كامل الحرية وكامل الإمكانات. هل هنالك مهزلة أكبر من هذه المهزلة. وحتى لو كنت متضررا من النظام السابق فأنت في ظل هذا الوضع المخزي عليك أن تحترم نفسك وتسكت. لأن دور الفن أكبر من أن يتحول إلى شتائم وطعن في جثة ميتة. هذا ليس فنا وليس شجاعة ولا رجولة. .

س5- كيف ترى واقع القصيدة العراقية بشكل خاص والعربية بشكل عام. وأين مكانها بين الأجناس الأدبية الأخرى؟

ج: يبدو أن جذوة الكتابة الشعرية لن تموت في العراق رغم شبح الموت الذي خيم على الحياة العراقية ولعقود طويلة. ومع هذا ظهرت أجيال شعرية متعددة منذ مطلع خمسينات القرن الماضي. أي مع ظهور السياب ونازك والبياتي والنواب والصائغ وسعدي يوسف والحيدري. ثم جاءت أجيال أخرى. جيل ستيني وجيل سبعيني وجيل ثمانيني وجيل تسعيني. لقد عاشت كل هذه الأجيال مرارة الواقع السياسي العراقي بكل تناقضاته وتعقيداته، وانعكس التناحر السياسي والأيدلوجي على الشعراء وألقى بظلاله على المفاهيم والثقافة الشعرية العراقية التي اغتنت وتأثرت بنفس الوقت بفعل هذا الصراع، وأنتجت شعرا عراقيا من السهولة الإمساك به والتعرف عليه من بين كل شعراء الأرض. ذلك أن الشعر العراقي كتبه وما زال يكتبه شعراء ذاقوا مرارة وقسوة الحروب. كما أن محاولات التجريب في الكتابة الشعرية لم تتوقف منذ أن ابتدأت مع جيل السياب، بل ازدادت مغامرات التجديد والتجريب مع كل جيل جديد يولد في فضاء الشعر العراقي الرحب. . أما عن مكانة النص الشعري بين الأجناس فأنا أعتقد أن الشعر قد استولى على مساحة واسعة من نتاج الثقافة العراقية وأن هنالك قصور في مجال الكتابة الروائية بالقياس إلى النتاج الشعري. رغم أهمية بعض الأسماء وثقل تجربتها سواء في ميدان كتابة القصة القصيرة أو الأدب الروائي.

س6ـ من هو الشاعر العربي النجم في الوقت الراهن برأيك، ولماذا؟

ج: النجومية يا سيدي الكريم مفهوم سلعي تقف وراءه مؤسسات إنتاجيه لها أهداف نفعيه وربحية هدفها السيطرة على السوق عبر الترويج الإعلاني المحموم للسلعة المراد بيعها. وهذا الأمر ليس له صلة بالكتابة الشعرية، لأن الشعر ليس سلعة تباع وتشترى ويروج لها عبر الإعلانات المصنعة. وإذا كان هنالك شاعر نجم فما هو إلا سلعة مصنعة من قبل الآخرين لغايات وأهداف ليس لها صلة بالفعل الثقافي والمعرفي، للشعر وهو يتلمس طريقه في اشتباكات الظلمة والنور. إن الشاعر خالق ومبتكر لعوالم أخرى. ولا يبتكره الآخرون. هو مغامر يذهب في مغامراته واستكشافاته إلى مديات بعيدة لا يعرفها، وهو في كل ذلك يمشي على حافة الهاوية قابضا على جمرة الكتابة، وعلى ذلك فإن من يحيا على هامش الأضواء يكون في قلب المغامرة والاكتشاف.

س7ـ العصر الأدبي الحالي إذا جازت التسمية لمن هو، هل هو للمسرح أم للرواية أم للشعر، وأنت كمخرج مسرحي وشاعر أين تجد نفسك أكثر في المسرح أم في الشعر؟

ج: باعتقادي أن العصر الأدبي الحالي للرواية. هنالك تحول كبير باتجاه الكتابة الروائية في عالمنا. وكأننا نعيد اكتشاف الفن الروائي والمساحات الكونية التي يمكنه أن يفتحها لنا. لقد كان لظهور كتاب أميركا اللاتينية بأساليبهم المدهشة والساحرة ثورة حقيقية أشعلت جذوة الكتابة الروائية في العالم. وأمست الرواية عالما من الدهشة والغرابة والسحر والواقعية. وتبلورت حماسة لا حدود لها لدى الشعراء أنفسهم لكتابة الرواية بعد أن تلاشت الحدود الأجناسية بينهما ليتواجد الشعر والسحر والخرافة والثورة والفلسفة في الرواية. أما بالنسبة لي، فان متاهتي الجمالية التي أجد نفسي مقذوفا إليها بكل يقظتي هي/ السينما. . . كان لدراستي الأكاديمية للسينما أثر كبير في تطوير مخيلتي الشعرية، ودفعي إلى كتابة الصور الشعرية على بياض الورقة، وكأنني أرسم على شاشة العرض السينمائي.

س8ـ ما هو المناخ الأفضل لينمو فيه الأدب، وما هي الظروف التي يجب أن يترعرع فيها


ج: الحرية دون قيد أو شرط. فهي المناخ الطبيعي والصحي للوصول إلى المعرفة. وقول الحقيقة. وغياب الحرية معناه منع المعرفة عن البشر. وشيوع الكذب والتظليل والخوف وغياب وتغييب الحقيقة. كيف يمكن نشئ حركة أدبية ونمو لقدرات الإنسان والمجتمع في ظل الرعب والخوف. ينبغي أن يصل النتاج الأدبي للقارئ بشكل طبيعي. لا أن يتم استنساخه خلسة وبعيدا عن أعين رقابة المجتمع المتزمت والمتطرف، أو أجهزة السلطة الرقابية والأمنية. العرب خسروا موقعهم الحضاري لأن السلطات الرسمية غيبت الحرية عن الإنسان وعن المجتمع. ولن تقوم لهم قائمة طالما هنالك اعتقال لمواطن بسبب رأي آمن به. أ ي مهزلة هذه التي مضى عليها عشرات السنين.


س9- برأيك ما أسباب الفجوة الثقافية الهائلة بين الدول الغربية وبين كل الدول العربية مجتمعة في الغرب، إسبانيا مثلا تكون الإصدارات أكثر بكثير من كل الإصدارات التي تصدر في الدول العربية؟

ج: يا سيدي نحن ما زلنا نقبع في المربع الأول. نحن شعوب كنا فيما مضى شعوبا زراعية. وكنا ننتقد أنفسنا ونسعى بل نحلم أن نصبح شعوبا صناعية معاصرة. ما الذي حدث؟ الذي حدث أن إنتاجنا الزراعي أصبح متخلفا جدا. وبتنا نستورد كل شي. ولا ننتج أي شيء. إننا مجتمع استهلاكي هجين، يحيا على جهد الآخرين ونشاطهم، رغم أنهم يسرقون ثرواتنا الطبيعية. المشكلة ليست في الغرب، المشكلة فينا نحن.. إن معركتنا ليست مع الغرب بل مع كل رموز التجهيل والتغييب والقهر الفكري التي ازدادت شراسة وقوة وإرهابا ضد مجتمعاتنا المتعبة. هذه هي أسباب الفجوة.



س10ـ كيف هو النقد في العراق.. هل يرسم للعمل الإبداعي خطا مستقيما أم يشتته، وهل الصوت النقدي الجاد غائب ومنوّم مغناطيسيا؟

ج: أظن أن الحركه النقدية في العراق تمتلك مجسات مهمة في إغناء التجربة الإبداعية وقراءة التأسيسات الجمالية الغارقة خلف الإشارات.


س11ـ الكثير من المبدعين العراقيين تركوا العراق بعد الاحتلال، العيش بعيدا عن الوطن تشكل منهلا وينابيع للكتابة والإبداع طبعا قبل الاحتلال أيضا، ما السبب في ذلك؟

ج: الهجرة أو الهروب من الوطن - وهذا هو الأصح- كانت قبل الاحتلال كذلك. هذه ليست هجرة، الجميع يغادر مرغما، خوفا على حياته من بطش العصابات التي بدأت تحكم الشارع العراقي، لا يمكن أن يكون هذا المنفى المميت اختيارا، إنه قتل آخر للإنسان، بعيدا عن وطنه.. قد توفر الغربة والعيش بعيدا عن الفوضى القاتلة في العراق فرصة للتأمل والكتابة. ولكنها ليست شرطا للإبداع.


س12ـ ماذا تقول في نهاية هذا الحوار.. قل ما تريد، ولمن؟

ج: أقول:

لينكشف الغطاء
عن هذا الغطاء
عن هذا التنهّد
عن الغربةِ الغريبة
عن احتفالنا المتعثّر.. فوق معبرٍ.. خرافه
أيها الحفاة:
اعزفوا نشيدكم فوقهُ
وجرّدوا الجنون من ثيابه
ثُمّ اسألوهُ.
مَنْ أبقى تُراباً على هيبتهِ؟
ومَنْ أطلق الموت على سحابةٍ من ذهب؟ . .
ألقمتني. . طعناتها الأساطير
وتهشّمت قبضتي.. على حيطان الكتابة.
هذي نوافذنا
أمستْ.. معابر للبوم
ورغيفنا.. لم تفردْ له النار كفّيها..
اليوم.. أحملُ همّي
إلى معبر.. وهم
أقتنصُ العزف بدمي
خالعاً صبري.. تحت مطرقة
ومنادياً:
- أيها السخط
التئم
ثُمّ
التئمْ
ولا تُخطئ الألم



 
  أجرى الحوار الكاتب بسام الطعان (سورية) (2008-04-16)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia