اُلشاعِرُ وَاُلْخَِريفُ-علي أبو عارف الورياغلي
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
شعر

اُلشاعِرُ وَاُلْخَِريفُ

  علي أبو عارف الورياغلي    

خَرِيفٌُُ آخَرُ
نَفْسُ اُلْمَطَرِ يَنْقُرُ
زُجَاجَ اُلنَافِذَةِ
وَطَبْلَةَ اُلأُذْنِ!
وَنَفْسُ اُلشَاعِرِ
يَسْتَرِقُ اُلنَظَرْ
لأَِبْيَاتٍ تَفِرُ مِنْ
صَحْرَائِهِ، كَيْ تَلْعَبَ
تَحْتَ اُلْمَطَرْ
أَوِ اُمْرَأةٍ تَخْرُجُ مِنْ بَابِهِ،
أَوْ لُغَتِهْ
قَدْ تَعْبُرُ اُلشَارِعَ
عَجْلىَ، و َتَتْرُكُ
فِي آخِرِ اُلسَطْرِ
بَاقَةَ وَرْدٍ،
أَوْ شَاهِدَهْ
وَتَمْضِي
عَلَى وَقْعِ اُلْمَطَرْ...
***
خَرِيفٌ آخَرُ
وَنَفْسُ اُللَيْلِ تَحُطُ
عَلَى أَكْتَافِهِ اُلْغِرْبَانُ
وَنَفْسُ اُلشَاعِرِ
يَسْتَرِقُ اُلنَظَرْ
لِنَجْمَةٍ تَسَاقَطَتْ
مِنْ نَشْرَةِ اُلأخْبَارِ
تُعَلِمُ اُلأَطْفَالَ
صُنْعَ اُلقَهْوَةِ وَ اُلشَهْوَةِ،
وَكِتَابَةَ اُلأَشْعَارِ...
بِأَطْرَافِ اُلأَصَابِعِ يَتَلَمَسُ
عُدَةَ اُلشِعْرِ:
(خَوْفُهُ، وَحَزْنُهُ، وَرُجُولَتُهْ)
تَرْتَعِشُ اُلْقَصِيدَةُ.
بَيْنَ يَدَيْهِ
فَإِذَا هَمَ بِهَا، وَهَمَتْ
مَرَ بِلَيْلِهِ
هَمٌ جَدِيدٌ، فَلَمَتْ
حُرُوفَهَا، وَفَرَتْ
وَبَاتَ اُلشَاعِرُ
يَجْلِدُ عُدَةَ اُلشِعْر
عَلَى ضَوْءِ اُلْقَمَرْ
***
خَرِيفٌ آخَرُ
وَنَفْسُ اُلرِيحِ تَجْلِسُ
تَحْتَ اُلْقَدَمَيْنِ
وَنَفْسُ اُلشَاعِرِ
يَسْتَرِقُ اُلنَظَرْ
لِفِكْرَةٍ،أَوْ طِفْلَةٍ
تَمْشِي عَلَى
جُرْفِ اُلْوَرَقْ!
تُخْفِي بَسَاتِينَ اُللُغَةِ،
عَنِ اُلرِيحِ وَاُلشُعَرَاءِ
وَقُطَاعِ اُلطُرُقْ
وَ اُلشَاعِرُ عَاكِفٌ
عِنْدَ اُلْكَنَبَهْ
يَبْحَثُ مِنْ خَشَبِ اُلْجِوَارِ
فُرْسَاناً، وَقَوَافِلَ...
وَقَوَافِيهِ
يَنْكَسِرُ اُلْفُرْسَانُ
عَلَى طَاوِلَتِهْ
وَكُلَ صَبَاحٍ
تَطِيرُ بِأَحْلاَمِهِ اُلرِِيحُ
وَتَرْمِيهِ بِأَوْرَاقِ
اُلشَجَرْ...
***
خَرِيفٌ آخَرُ
وَتَسْقُطُ سَهْواً
بَقِيَةُ الأَشْيَاءِ:
فَمَازَالَتْ
خُطُوطُ اُلنَارِ
مِثْلَ خُطُوطُ اُلْعَرْضِ
وَنَفْسُ اُلْمَوْتِ
يَسْتَظْهِرُ أَسْمَاءَنَا
عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ!
مِنَ اُلْمَاءِ إِلَى اُلْمَاءِ
مَقْبَرَةٌ تَغْفُو عَلَى
جُدْرَانِهَا أَحْلاَمُ هُولاَكُو...
بَيْنَ خَرِيفٍ وَآخَرَ
يَصْحُو سَلِيلُ اُلْهَمَجِ
كَيْ تَخْرُجَ اُلْحَضَارَةُ
مِنْ مَأْزِقِهَا
يَبْحَثُ فِي اُلرَمْلِ
عَنْ شَعْرَةِ مُعَاوِيَهْ
وَكُتُبٍ فَرَتْ
مِنْ مَحَارِقِهِ الأُولَى
يُقَلِبُ قِنْدِيلَ
أُمِ هَاشِمٍ، وَكَانُونَ
ُابْنِةِ اُلْعَامِرِيَهْ
وَأَسْلِحَةً
مَحْظُورَةً أُخْرَى
مُبَرْمَجَةً لِلْجَرَائِمِ
اُلْعَائِلِيَهْ.
خَرِيفٌ آخَرُ
اُلْمَوْتُ عَلَى أََكْتَافِ
مَنْ يَشِيلُ
وَنَفْسُ اُلْمُذِيعِ اُلْبَاسِمِ
يَتْلُو عَلَى اُلْقَتْلَى
رَسَائِلَ اُلْمُعَزِينَ،
وَيَشْرَبُ شَايَ اُلْمَسَاءِ
عَلَى وَقْعِ اُلْمَطَرِ...


طنجة خريف 2006



 
  علي أبو عارف الورياغلي (2007-11-06)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

اُلشاعِرُ وَاُلْخَِريفُ-علي أبو عارف الورياغلي

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia