وجـــــــــه لـــي-رياض الشرايطي (تونس)
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
شعر

وجـــــــــه لـــي

  رياض الشرايطي    

لا رمل يصعد أوردة الماء،

فتزهر قامة الشّفق،

وتمضي في فناء سواد الغناء،

محمّلة بقيض ثغر كسوته رفات المساء،،،

أنا السّاعة بلا حزن،

تورق على كفّي صواري الرّيح،

وانتظر أشلائي تجيء من دروب الهباء،

تجرّ انكسار زوابع وجه منام عنيد،

شارد في الخلاء،،

وتزرع أهداب محّـــار القمر،

في اختفاء ذاكرة النّــــار،،

أنا السّاعة مدكوك تحت سنابك حمّى القلق،،

أفاتح أسئلتي بسرّ الأفق

إذ لا شيء ينمو على جدرانه

الموشّحة ببوح صوت الرّمـــــاد،،،، ســـــــوايْ،،،

****

مـــــــــا أضيق الــــــورقْ،،،

****

تـــــوغل حرائق الرّؤى،،

في مسالك السّراب،،

وأعترف للأشرعة المتلبّسة بانخطاف البروق،

أنــــّي أحبّك،،

وأعطي ثوب حقيقة كاسي،

لفيض مـــــــاء التّــــــيه،،

وأعترف أنــــّي أحبّك

كقتيل يحفر أصقاع غيمة هاربة

من نخاع شموس الوله في جليد الكلام،،،،

****

مـــــــــا أضيق الــــــورقْ،،،

****

حبري في الـــمتاه،

تتحطّم على شرفته عذارى الدّقائق،،

فتنهمر من رذاذ الزّمان،

ذئاب ليل،

تطحن شوك الطّريق إليك،،

أنـــــــــــــا دون انفلاتك، لا شيء،،

أنا الـــسّاعة هابط من خيال العتمة،

أشاطح صدى حكايا خراب اللّظى،

وعلى راحتيّ أقترف جلد النّوى،

كي أمدّ مدى أصابعي،

وأطارد صخر طيوف النّدى،

وأعترف للقــــطا المتوسّد جير القلب،

أنــــّي أحبّك،،

وأشدّ بعشق حضورك في دمي،

أوتاد أوطان قددتها من لحمي،،

وأنا المملوء بمرّ الثّنايا،

وجمهرة الشّهوات تهجرني،

مشروخة ببَرَد ائتلاق حلمي،،،

أنا الـــسّاعة أهيئ أردية لهب خمر الخرافة،

وأترك وهم نسمات آخر اللّيل

معلّقة على رتــــــاج الفؤاد،،،

أنا الـــسّاعة أنتشر على برّ مسقوف بندفات انقلاب فجر الغيوم،

أكسّر على عتية النّوء أناشيد الظّلمات،

للتوقيع على شؤون الورد ياسم بلادي،،،،،

****

مـــــــــا أضيق الــــــورقْ،،،

****

زهر اللّوز يغسل مخبوء الرّوح،،

فيفاجئني ضوء بريّ يرحل في تراتيل الغرية،

ينـــــــــــاديني :

حــــــاصرْ شتاءك، واطرق جدران الرّيح،،

كي يفتح لك السرْو مقافل غابة الثلج،

للرسم على خدّه،

تضاريس الغياب،

وحل المجهول،

أعشاش النّواح،

غبار العزلة،

ورق الــــــــــسّفرْ...

منفردا في سفينة الضّباب،

يأسرني المكان،،

فألقي حذو ضلّك بقيّة سلاسلي،

وأمرّ إلى جهة صباحات خلوتي الممزّقة،

أرتّق حيطان قدحي الأخير،

وأنهض من شقوق صديد الانتظار،

أحيك من ضلوعي ضلالا لحضورك،،

وأعترف لمواطئ الفجيعة أنّي أحبّك،،

وقدّامك أمرّر كفّي على هامة الوقت الملتهبة،،

كي أزرع طوفان الأيّام حبقا،

ووجها يرسل تفاصيل الحياة،،،

****

الورق أَضيق من جطام مجامر كون،

حلّ ضفائره لهجير المسافة،

كي يستريح على ناصية مدن غارقة

في حريق صباح يرقد في قطن الضّوء،،

يوطّن في عيون العشّاق،

إشراقة موج الفرح،،

وأصرخ، أحبـــــّك،،

فانتبهي قليلا لتعب الكلمــــــات .....



 
  رياض الشرايطي (تونس) (2008-04-29)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

وجـــــــــه لـــي-رياض الشرايطي (تونس)

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia