سيتوجه وفد من وزارة الثقافة المغربية على مستوى الخبراء إلى باريس، خلال الأسبوع القادم، ليجتمع بمجموعة من فرق العمل، من أجل تحضير مشاريع شراكات في مجالات التدبير الثقافي والتنمية والتكوين والتأطير، تهم العديد من الفنون والآداب، وذلك في إطار تطبيق خلاصات الاجتماع الذي انعقد بفاس يوم الجمعة 4 يونيه 2010، على هامش ندوة الاتحاد من أجل المتوسط والحفل التكريمي للسيد عثمان بنجلون .
و قد ضم الاجتماع المذكور بنسالم حميش وزير الثقافة المغربي مصحوبا بمجموعة من معاونيه، بالسيد فريديريك ميتران، وزير الثقافة والتواصل بالحكومة الفرنسية، مصحوبا برئيس ديوانه و السيد سفير فرنسا بالمغرب، إضافة إلى بعض المعاونين الآخرين. وكان هذا اللقاء مناسبة لاستعراض التعاون الثقافي بين البلدين في مختلف مظاهره. كما تم النظر في الحاجيات التي تعرفها الساحة المغربية في المجال الثقافي وتدبيره، ويمكن للجانب الفرنسي أن يشارك في تلبيتها. وقد عبر الوزير الفرنسي عن إعجابه بمكتسبات الثقافة المغربية سواء من خلال المهرجانات الموسيقية أو عبر المستوى الرفيع للفنون التشكيلية المغربية. وأكد السيد فريديريك ميتران على استعداد وزارته لدعم نظيرتها المغربية بالخبرات الضرورية لإنجاز وتدبير المتحف الوطني للآثار وعلوم الأرض، ومتحف الفنون المعاصرة، وكل ما يهم التدبير والتشريع المرتبط بالتراث أو بالفنون.
وأبدى الوزير الفرنسي اهتماما خاصا بالمعمار الحديث (Art déco) لمدينة الدار البيضاء من خلال ما تحتويه من مباني فنية تعود للمرحلة ما بين 1920 و 1950 ساهم في تصورها كبار المعماريين الأوروبيين، معبرا عن استعداد بلاده للدفاع عن ترشيح مدينة البيضاء بصدد هذا التراث لدى منظمة اليونسكو.
وأفضى الاجتماع إلى عدد من الخلاصات، من بينها تأكيد الاستعداد الفرنسي قصد المساعدة الفنية في مشروع إصلاح التعليم الموسيقي بالمغرب، وإشكالية الكتاب والترجمة من اللغتين، وموضوع رقمنة التحف والآثار والكتب والمخطوطات. كما تم الاتفاق على مراجعة الاتفاقية- الإطار المتعلقة بالتعاون الثقافي قبل الخريف المقبل، من أجل بلورة إطار أكثر موائمة للحاجيات.
وتأتي اجتماعات الأسبوع القادم في إطار استكمال المشاورات مع الطرف الفرنسي لإعداد اتفاقيات يوقع عليها الوزيران وتكون بعض بنودها قابلة للتنفيذ على المدى القريب.
تعليقات:
