"إبن بابل" يفتتح مهرجان الرباط السينمائي السادس عشر-أحــمــد ســـيــجــلــمـــاســي /الرباط-المغرب
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
متابعات

"إبن بابل" يفتتح مهرجان الرباط السينمائي السادس عشر

تميز حفل افتتاح الدورة 16 لمهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف ، مساء الجمعة 18 يونيو 2010 بمسرح محمد الخامس ، بحضور جماهيري نوعي مكثف ،خلافا للدورة 15 التي كانت في مجملها باهتة من افتتاحها إلى اختتامها . وقبل الإستماع إلى الفنان المغربي الكبير الحاج يونس ومن معه ، الذين أتحفوا الجمهور الحاضر بشذرات موسيقية رائعة امتزجت فيها أنغام العود بأنغام السيتار في انسجام شد المستمعين ونال إعجابهم ، أُخدت صور تذكارية في مدخل المسرح الوطني لأعضاء لجنتي التحكيم الدولية والعربية ، بحضور عدسات كاميرات الصحافة المرئية والمكتوبة والإليكترونية . ومن التغييرات الكبرى التي شهدها هذا المهرجان الكبير في حفل افتتاحه ، التنشيط الرائع الذي اضطلعت به الشابة الصحراوية أوم ، التي كانت بحق نجمة هذه السهرة الإفتتاحية بلباقتها وسلامة كلماتها العربية والفرنسية والأنجليزية وسرعة بديهتها وحضورها القوي على الخشبة . ولعل هذا النوع الجديد من التنشيط المهني البسيط والعميق هو ما كان ينقص هذا المهرجان السينمائي السنوي في الكثير من دوراته السابقة ـ
اقتصر برنامج هذا الحفل على كلمات رئيس المهرجان الأستاذ عبد الحق منطرش ورئيسي لجنتي التحكيم المخرج البريطاني روجي كريستيان والمخرج المغربي مومن السميحي ومخرج فيلم الإفتتاح " إبن بابل " العراقي الشاب محمد الدراجي . في كلمته المختصرة رحب رئيس المهرجان بالضيوف وشكر الجهات المدعمة والمساعدة وتحدث عن التغييرات التي طالت برنامج وإدارة هذه الدورة الجديدة ، وبعد ذلك تم تقديم أعضاء لجنتي التحكيم واحدا واحدا من طرف كريستيان والسميحي بمساعدة المنشطة أوم . والملاحظ عدم تغيب أو تأخر أي عضو من أعضاء التحكيم ، وهذه نقطة إيجابية تحسب للإدارة الجديدة . كان المخرج البريطاني بسيطا ومتواضعا في كلمته ، وصادقا في تعبيره عن روحه المغربية وعن ثقل المسؤولية الملقاة على عاتقه وعاتق بقية أعضاء لجنة تحكيم المسابقة الدولية . أما المخرج المغربي المثقف مومن السميحي ، رئيس لجنة تحكيم المسابقة العربية ، فقد عكست كلمته العميقة جانبا من اهتماماته الفكرية والفنية ، التي تضمن كتابه الرابع " في السينما العربية " ، الصادر عن مطبعة سليكي إخوان بطنجة في أكتوبر 2009 ، بعضا منها . أعطيت الكلمة في الأخير لمخرج فيلم " إبن بابل " ، الذي تجري أحداثه في شمال العراق بعد ثلاثة أسابيع على سقوط نظام الرئيس الراحل صدام حسين سنة 2003 ، ليقدم فيلمه لجمهور المهرجان وليتحدث عن مأساة الشعب العراقي في بحثه عن المفقودين من أبنائه منذ حرب الخليج سنة 1991 . ورغم أن حوار الفيلم كان في معظمه بالكردية وأن الترجمة التحتية كانت بالأنجليزية ، فقد تجاوب الجمهور الحاضر مع بطلته أم إبراهيم وحفيدها أحمد في بحثهما الدؤوب عن إبراهيم ، واستطاعت الصورة والموسيقى والتشخيص التلقائي للممثلين وغيرها من أدوات التعبير السينمائي أن تقرب مضمونه الإنساني إلى المتلقي اليقظ . إن هذا الفيلم الملحمي ، الذي يمكن إدراجه في خانة أفلام الطريق ، يتميز بقوته التعبيرية وبتمكن مخرجه الشاب محمد الدراجي من أدواته التقنية والفنية ، فمن خلال رحلة الجدة وحفيدها من جبال الشمال في كردستان إلى رمال بابل في الجنوب ، يصور لنا المخرج الشاب مأساة الشعب العراقي من جراء تبعات التدخل الأمريكي في الشؤون الداخلية للعراق وما ارتبط بذلك من فوضى وغياب للأمن والاستقرار بعد الإطاحة بنظام صدام حسين . يحق للسينما أن تفتخر بهذا الفيلم وخاصة السينما العربية التي لم تعودنا في معظم إنتاجاتها إلا على ماهو رديء ومبتدل ـ



 
  أحــمــد ســـيــجــلــمـــاســي /الرباط-المغرب (2010-06-21)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia