أَيُّهَـا الشِّعْــرُ أَغِثْـنـا إِنَّنَـا
قَـدْ بُلِينَـا بِِغَـَـرَامٍ هَزنـَا
سَجَـنَ الْقَلْبَ وَمـَا عَـادَ لَنَـا
غَيـْركُمْ نَشْكُـو قَرِيضاً هَمَّنَا
كَـمْ سَهِرْنَـا نَشْتَكِي لِلَّيْلِ مَـا
غَابَ عَنَّـا مِنْ كَرَى أوْ وَسَنَا
نَرْقُبُ الْبَدْرَ مُضِيئاً فِي السَّمَـا
وَيُعِيدُ النَّجْـمُ عَنَّـا وَجْـدَناَ
كَمْ حَوَى الغَيْمُ دُمُوعاً سُفِكَتْ
وَمِيَـاهُ الْغَيْثِ أَفْشَتْ سِـرَّنَا
وَطُيُورٌ سَابحَاتٌ فِـي الْفَضَـا
تُنْبـِئ الأَكْوَانَ شَـذْواً عِشْقَنَا
كَـمْ بَذَرْنَا فِي الرَّوَابي زَرْعَنَا
فَنَـمَا فِيهـا رَبِيعــاً حُبُّـناَ
أَيُـهَا الظَبْيُ تَرفَقْ وَانْتَظِــرْ
لَسْتَ تَنْسَى بـهُرُوبٍ ذِكْـرَنَا
وَلَيَـالي الصَّدّ حَتْماً تَنْقَضِـي
وَبِنـُورِ الْفَـجْرِ يَأْتِـي وَصْلُنَا
كَمْ حَفِظْنَا لِجَمِيــلٍ شِعـْرَهُ
وَلِقََيـْسٍ قـَدْ ذَرَفْنَــا دَمْعَنَا
وَأقَمْنـَـا بِفَـلاَةٍ وَحْـدَنـَا
فَـدَنَا الذِئْبُ يُـنَاجِي دِفْـأَنـَا
قُلْتُ: يَا ذِئْبُ شَـرِيدٌ قَـدْ دَنَا
مَرْحَبا، جِئْتَ تُـوَاسِي سُـهْدَنَا؟
قَالَ يَعْـوِي وَيُـوَارِي وَجْهَهُ
ذَاكَ أَنْتَ الآنَ تَبـْغِي أُنْـسَنَا
جِئْتُ أَبْغِـي بِخِـدَاعٍ أَكْلَـكُمْ
قُلْتُ: قَـدْ أَفْسَـدَ حُبٌ طَـعْمَنَا
قَالَ يَبْكِـي وَيُـوَارِي دَمْعَـهُ
يَـا لِهَذَا الْحُبِ‼ أَضْنَـى قَلْبَنَا
قَامَ يَـلْوِي ذَيْلَهُ مُنْتَكِســاً
وَاخْتَـفَى خَلْفَ تِـلاَلٍ ذِئْبُنَا
وَأَقَمْنَا اللـيْلَ نُخْـفِي لَوْعَةً
تُـحْرِقُ الشُعْلـَةُ مِنْهَا نَارَنَا
وَمَضَى الْوَقْتُ وَئِيداً مُتْعِبـاً
كَـمْ يَزِيـدُ الْهَـمُ طُولاً لَيْلَنَا
فَاخْمَدِي يَا نَارَ عِشْقٍ لاَهِبٍ
بَلِـغِيـهِمْ يَا رِيـَاحٌ أَمْــرَنَا
نَبّئِي كـُلَّ عُيُـونٍ سَهـرَت
أَنَّنـَا بِالْحُبِّ يَزْهُــو عَيْشُنَا