تـلاواتٌ في محراب الجراح-عبدالله علي الأقزم (السعودية)
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
شعر

تـلاواتٌ في محراب الجراح

  عبدالله علي الأقزم    

قـُمْ لـلـصَّـلاةِ وحيِّ الواحدَ الأحـدا

واغزلْ ليـومِكَ مِنْ شمس ِ الصَّلاةِ غـدا

واغسِلْ ضميرَكَ بالأنوارِ مُصطحِباً

إلى المعاني الحِسَان ِ الطيِّبينَ هُـدَى

واعـرجْ بروحِكَ لـلـعـليـاءِ مُشـتــعـلاً

وكُـنْ لـمسعـاكَ في بحرِ الجَمَال ِ نـدى

وأثـِّثِ الليلة َ الظلماءَ في وهج ٍ

وأطفئ ِ الليلَ في المحرابِ مُتـَّقِـدا

واقرأ كـتـابَـكَ عـنْ قـانـا التي اتـَّحدتْ

مـعَ الدمـاء ِ و كـانــتْ لـلـدمـاءِ صـدى

وانظرْ إلى سطرِها المذبوح ِ ِفي أفـق ٍ

قـد فاضَ في الـذبح ِ مِن هول الخطوبِ عِدا

واكتبْ على الـنـورِ لا حـقـداً سـيُـركعُها

ولا إبـاءً لـهـا أعطى الـخـنـوعَ يـدا

معي نداؤكِ يـا قـانـا يـُذوِّبُـنـي

يُجيِّشُ الهمَّ والأحـزانَ والـنـَّكـدا

نـزفُ العراق ِ على عـيـنـيـكِ أقرؤهُ

ومِنْ صمودِكِ نُحيي ذلك البـلـدا

وفـيـكِ غزَّة ُ قـد فـاضـتْ مصائـبُـهـا

وكـلُّـهـا فـيـكِ أضحى اليـومَ مُـنـعَـقِـدا

قـانـا أيـا وجعي مـا كنتُ أزرعُهُ

إلا ونـزفـُـكِ ما بـيـنَ الـقصيدِ بـدا

إنِّـي حمـلـتـُـكِ والأوجـاعُ تحملُني

فـلـمْ تـدعْ ليَ لا روحـاً ولا جسَـدا

كم ذا ضمـمـتـُـكِ في صدري سطورَ دم ٍ

تُحْكَى ووجهُكِ ما بيـن السطورِ شـدا

هذي جراحُـكِ ما ماتتْ بطولـتـُهـا

وفيكِ أحلى وجودٍ أحرزَ الأبـدا

قـومـي إلى النـَّدبِ أمواجـاً وعاصفـةً

وأخرجي مِن حروفي الصَّمتَ والزبدا

كلُّ الصهاينةِ الأرجاس ِ قد قتلوا

بقتل ِ خيرِ بنيكِ الماءَ والبـردا

تـفـتـَّقَ الجرحُ مرَّاتٍ وأنتِ هـنـا

فـوق الجـراحـاتِ لا أهـلاً ولا ولـدا

على شموخـِك لـمْ تـطمسْكِ كـارثـةٌ

مِنَ الـرَّمـادِ نـهـضـتِ الـطـائـرَ الـغـرِدا

صـبـراً على الألم ِ الملغوم ِ إنَّ يـدي

صـارتْ لكِ النهرَ والأهلينَ والبلدا

نـهـضـتِ في الـقصفِ مرآةً مُعذبـَـةًً

ومـا نـهـوضُـكِ يُـرْمَـى للمحيط ِ سُدَى

لبنانُ أنتِ وفي أقـوى تـوحُّـدِهِ

صرتِ المشاعرَ والأعصابَ والكبـِدا

وكيفَ يـُخـلـعُ إيـمانٌ بـعـاصـفـةٍ

خطاكِ في العصفِ أضحى ذلكَ الـوتـدا

وفيكِ كلُّ جراح ِ الخلق ِ مورقةٌ

حـبَّـاً ومشرقة ٌ في جانبيكِ نـدى

أزلـتُ كـلَّ مدى لمْ يـشتـعـلْ بدمي

إنْ لمْ تكوني لناري في الهُُيـام ِ مدى

نبضي لـقـلـبـِكِ لم تـتـعـبْ رسـائـلـُهُ

على امـتـدادِكِ نبضي ضـاعفَ المددا

كم ظلُّ حـبـُّكِ في الأحضان ِ يـُغرقـني

شعراً ومسكاً وإيمانـاً ومُـعـتــقـدا

هـذا اتـصـالُـكِ في قلبي يُسافرُ بي

وصلا ً وكـلُّـكِ في كـلِّ الهوى اتـَّحدا

وكلُّ كون ٍ أبى يُعطيكِ مشرقـَهُ

يُمسي بمغربِـهِ في الـذل ِ مُـضطهَـدا

دعي العروبة َ للأعراب ِ وانتصبي

كجملة ٍ أشرقـتْ بـيـن الرُّكام ِ هُـدى



 
  عبدالله علي الأقزم (السعودية) (2008-05-12)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

تـلاواتٌ في محراب الجراح-عبدالله علي الأقزم (السعودية)

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia