أسمعيني غناءكِ وقتَ المساءْ
نغمةُ الحزنِ ثكلى
وطعمُ المرارةِ في كلّ ماءْ!
يا فتاةَ المدامعِ، يا شمعدانَ الأمومةِ
وهي تقطّرُ دمعاتها في ليالي السوادْ!
اسمعيني
لتسقطَ نفسُ المتيّمِ
سكرى على صوتكِ المستعادْ.
زهرةٌ من زهوركِ تدمعُ في الكأسِ
ماءَ الأسى والحدادْ !
وغدائرُ شعركِ تهطلُُ مثلَ سنابلَ
سوداءَ فوقَ الكفنْ.
نامتِ الطفلةُ المتوفّاةُ
محفوفةً بالشموعِ
وفاضَ الشجنْ !
وحماماتُ صوتكِ
تسقطُ من شرفاتِ المآذنِ
فوق مراثي الرمادْ.
نامتِ الطفلةُ المتوفّاةُ ..
لا غرسةُ الوردِ مسقيّةٌ فوق صدري
ولا نبتَ القمحُ من شهقاتِ الفؤادْ !
أيقظيها من النومِ !
إنّ النواعيرَ راجعةُ الحزنِ
تبكي معاطشَهَا في المغيب ْ ..
والمساءاتُ موحشةٌ تتلاحقُ فيها غيومُ النعيبْ
أيقظيها..
لتنهلَ تحت سماءٍ بدائيّة الليلِ
ماءَ المنيّةِ من معمدانيّةِ الدمعِ
تاركةً خيطَ ضوءٍ كئيبْ
ذائباً بين عينينِ مغمضتين ِ
على طيفها المتألم دون انتهاء ْ.
دائماً ألمحُ الصمتَ منكسراً
في العيونِ كرنّةِ صوتْ
وأرى جرسَ الحزنِ يسكتُ في
ناظريكِ جريح السكوتْ !
وأرى حيثما تنظرينْ
مغرباً دامعاً
وفوانيسَ تشرب ُمن ضوئها
كائناتُ الأنينْ.
وأرى حينما تشخصينَ
نساءً تربّي ضفائرها
فوق حقلِ الرمادْ
وبواكٍ على الميتِ عند الغروب،
وقداسَ نعيٍ حزينْ
هزّةُ المهدِ فارغة ٌياسعادْ !
والذي أخذتهُ السنونُ
بغير الأغاني الحزينة
لا يُستعاد ْ.