ديمقراطية التذوق الشعري-علي رفيع-المغرب
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
مقالات

ديمقراطية التذوق الشعري

لا يختلف اثنان في ما نص عليه الباحث المغربي عبد الفتاح كيليطو في كتابه الرائد المعنون ب :(الأدب والغرابة : دراسات بنيوية في الأدب العربي)  خصوصا مقولته الجريئة الناجمة عن قراءة متأنية وفاحصة للسردية العربية وأقصد قولته الشهيرة "كلنا اليوم في العالم العربي سندباد".بيد أنه من الأصح كذلك القول إن الشعر العربي والقديم منه على وجه الخصوص ما يزال ممتدا في راهننا،لأننا حينما نحس بالغربة وهي تكتسحنا نميل إلى العذوبة الكاذبة ،علما أن أعذب الشعر أكذبه، أو بصيغة غير مباشرة أصدقه.
         إن ديمقراطية التذوق الشعري تجعلنا نعشق مدنا انهارت بإمكاننا إحياؤها كلما قرأنا شعرا أو نثرا. وهذا يزكي بشكل منطقي مقولتنا الداعية إلى كون كل عربي أو مغاربي اليوم إلا ويحمل معالم الآخر،إنك أيها المغربي سلاوي وفلسطيني وعراقي وأندلسي وأمازيغي وشيرازي...الخ
           فإما أن نكون أو لا نكون ،لأن الانفتاح أو العولمة بشكل أدق تحاصرنا من كل اتجاه ومكان ،فالأولى لنا أن نعتز بهويتنا المشتركة لبناء هوية متعددة الأبعاد،غنية بثقافة وذخائر شعوب المنطقة المنكوبة .
           وتجدر الإشارة إلى أننا لانريد أن ننتصر لمقولتنا بقدر ما نثمن الفكرة القائلة بامتزاج عوالم الألفة والغرابة في شخصية ليس فقط العربي الأصيل، بل كل من جاور هذا البحر المتوسط الممتد في أعماقنا,لهذا فلا حل لنا سوى اختراق ذواتنا ومساءلتها ثم التفاعل المثمر مع الثقافات المجاورة لنا.
          إلا أنه مع الأسف الشديد تبقى جملة من الأسئلة تؤرق كل باحث غيور  لماذا نرفض كل جديد ؟  ولم نريد دائما أن نلبس (عباءة) الماضي ؟  ألم نولد أصلا لنحيا عصرنا  ؟  إنها  نفس  الأسئلة المشروعة التي تؤرق بال كل الشعراء العالميين والمغاربة خصوصا.
         إن ثقافة الرفض العربي ثقافة ملغومة وغامضة ينبغي فتح حوار جاد حولها لتحول وجهتها نحو الأصوب ،عسى أن نتقدم نحو الأمام لنلحق بركب الآداب العالمية،وأستطيع القول إن مشكلتنا بالأساس ليست مشكلة إنتاج أو إبداع وإنما مشكلة عقليات ما تزال تحن إلى الغوص في اجترار القديم دون رؤية ثاقبة ,إننا ما نزال في حاجة لمحاورة هذا القديم محاورة تنسجم وروح العصر،تقدر التراث وتنطلق منه لبناء حداثة واعية ومكتملة.



 
  علي رفيع-المغرب (2010-07-05)
Partager

تعليقات:
رشيد /أزيلال 2010-07-07
في تصوري ليست الحداثة بمعزل عن ما هو قديم هو تراثنا وهي نظرة حديثة لهذا التراث ولكن عموما أرى أن الأمر فيه نقاش كبير ،فقط يجب أن يلتزم بالخصوصية الأدبية و البتعاد عن ما هو سياسي بالمعطيات الجديدة للسياسة.شكرا صديقي على هذه البادرة.
البريد الإلكتروني : maoky1981@hotmail.com

نبيل تبيات /المغرب 2010-07-07
السلام عليكم و رحمة اللة أحيي فيك روح الإبداعية صديقي العزيز مقالة تستحق القراءة كما أشد على يدك بحرارة ، وأقول ممتاز إلا ان هناك بعض الملاحظات : لم تحدد المصطلحات ، لكونها تعد من ابجديات أي مقالة .... ما مصدرك ...؟
البريد الإلكتروني : tabiat.hassan8426@gmail.com

أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

ديمقراطية التذوق الشعري-علي رفيع-المغرب

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia