الجالس في الغياب-سعيد موزون/ تنغير- المغرب
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
قصة/نصوص

الجالس في الغياب

  سعيد موزون    

متى سأجلس ..؟
.. ثلاث ساعات تمضي مني ، وأنا أحدق في هذا الكرسي ،
هل أجلس .. ؟ إنني أحترق بالانتظار ! تقدمتُ نحو ما أرى،
عدتُ لأرى فوجدتني غائبا .. نعم .. أنا غائب .. حينما يستبد
 الوهم بعينيّ أرتدُّ خاسئا إلى شيء ما، أرتشفُ رذاذ كل حقيقة وأظلُّ أؤكد :

-    إن الكرسي أمامي ينزف بالإنسان ..
-    الشمس عمياء ..
-    الشمس عمياء .. ؟؟
-    والغياب أبصرُ منها  .. على عمى هذا الكرسي وتلكم الشمس ..
 قهقه متهكما، ثم ابتسم ساخرا :
-    وبعدُ يا حكيم الزمان ..!

لا ضير .. الحكمة في زمن الجنون كالحمار في  زمن الفاكس !  والكرسي الذي أمامي يهذي
ويخور .. والبخار الذي يتصاعد منه اللحظة يتكاثف .. ويتكاثف.. وأنا والذباب - الحاضران الغائبان - كالجائعان ننتظر بشغف بداية مُوَفّقَة لنزيف آخر !



 
  سعيد موزون/ تنغير- المغرب (2010-07-14)
Partager

تعليقات:
علي رفيع /سلا - المغرب 2010-08-16
إذا كانت قراءة النص الأدبي تتسم بكونها قراءة نسبية بالدرجة الأولى ؛فإن قراءة النص الإبداعي تظل منفتحة مهما أولها المتذوقون أو النقاد أو القراء؛هذه الملحوظة نجدها تنطبق بالأساس على القصة القصيرة جدا على الأقل كما تتبدى لنا في قصة "الجالس في الغياب"لسعيد موزون الذي نسعد أيما سعادة ونحن نتأمل ما وراء ملفوظه السردي إن الجلوس الذي يحدثنا عنه يتحول مع نهاية فعل القراءة إلى جلوس واجب وجوب عين لا كفاية، باعتباره جلوسا مع الذات في آلامها وملذاتها ،في السراء كما في الضراء,والحق إنه لنص محير ذاك الذي نسجت حبكته أنامل قاص له باع في السرد وغيرة على مواطنه الكبرى : الرواية والقصة والأقصوصة,لايعد الجلوس في هذا النص مضيعة للوقت كما في مجالس المتقاعدين الذين يصارعون الفراغ بتزجيته في لعب الكن كان أو الروندة أوما جاورهما,إنه جلوس الفيلسوف وعزلة الشاعر وتنسك الزاهد ...ختاما وحتى لا نبخل على ما جاد به النص من نعم تتلألأ لمن له في الأدب بصيرة وأنا أقرأهذا النص للمرة ما فوق العاشرة وجدته يؤسس تطبيقيا وبشكل إجرائي للمقولة النظرية الداعية لتآلف الشعر والسرد ومن ثم حوار النثر والشعر.فوراء المحكي الجميل شعرية بليغة تتمسك بوسائل حجاجية وإواليات مقامية تداولية دونما نسيان الوسائل اللغوية والمنطقية وشبه المنطقية .فهذا الغنى ليس وليد الصدفة بل هو وليد الغيرة الأدبية التي يفتقدها كثير من المبدعين والكتاب.إنها عتبة الكتابة المقدسة من منظار مجتمعي شعبي متواضع لا من كرسي من ذهب أو داخل برج عاج.هذا التعليق هو تأويل ثان لنص متعدد الرموز والدلالات،فيا واقفون اجلسوا وأنصتوا يرحمكم من علم المرء كيف يخط بالقلم .تحياتي الصادقة دون مراء أو رياء والسلام في انتظار نص جديد.
البريد الإلكتروني : ali.rafi.sa@gmail.com

عبد العزيز /البيضاء 2010-08-07
أيها الجالس في الغياب لقد طال غيابك.
البريد الإلكتروني :

عبد العزيز /البيضاء 2010-07-16
تخية خالصة أيها الصديق العزيز موزون , لطالما عشت في حيرة السؤال,ولطالما اعتزلت الناس والعالم لتعيش في عالم اليأس والفراق والأوهام.هذا العالم الذي يولد لنا سردامحيرا حيرة كاتبه . دامت لك شهية الكتابة ودمت في اعتزالك وإبداعك.
البريد الإلكتروني : abdelaziz-casa@live.fr

Ali RAFI /SALE-MAROC 2010-07-14
من منا لايجلس مع كائنات غائبة،يحاورها، يهتف معها ؛لكنه سرعان ما يكتشف أنه أمام الفراغ ممعن في اللاشيء.إن أجمل مافي الأدب كونه يقتطف هذه اللحظات العابرةليسلط عليها أضواءه ؛ولعل ماقام به الكاتب في هذه القصةغيض من فيض القصة القصيرةبالمنظور الجديد للقص باعتباره نفسا ومعبرا نحو قدسية الفعل الإبداعي السامي عن التسجيلية الساذجة,نص المبدع موزون هذا لايمكن فهمه الفهم الصائب إلا إذا موضعناه في إطار الحركية الجديدة للسرد المعاصر وهوبذلك ينضاف إلى قائمة المبدعين الذين يرسخون لرؤيتهم الفنية دون تهور ،أمثال المتقي،بوزفور،التازي ،البويحياوي...في انتظار جديدك دام لك هوس السؤال القصصي وانتعاش الساردالساخرالغيور.
البريد الإلكتروني : ali12041988@hotmail.com

أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

الجالس في الغياب-سعيد موزون/  تنغير- المغرب

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia