صخرة سيزيف-عبد الرحيم الحمصي (المغرب)
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
قصة/نصوص

صخرة سيزيف

  عبد الرحيم الحمصي    

هجرت السحابات الماطرة حقول القرية النائية عن اهتمامات المجلس القروي... المبعد هو اللآخر عن جدول أجندة ربابنة المحافظة.....
خمس بقرات عجاف هن حوصلة حلم.... لكل منهن حول جف ضرعه... مستبطنا إياه الطوى من لهاث الأيام الضائعة، بين ثنايا منجل صدئت أسنانه اللا قطة لسيقان حبات قمح ناحلة تشكو الفراغ وحلاوة الجيرة المرطبة للفح ذي قر....
داخل مخزن رطب الفضاء... استجار العنكبوت بالخفاش البني اللون... ناسجا خيوط الفراغ المخيم على المكان... غير عابئ بما قد يموره ماء السراب من تضليل للبقرات العطشى....
غاب الزرع... وجف الضرع... واستقر الجزع... وحل المنع....
عطلت الطواحين... وبات الدون كيشوت يشكو بطالة سيفه الخشبي المسلط على رقبة الجوع المادي والفكري لأناس استنخوا دهرا....
دب غول الرحيل بين أوصال القلوب الخفيفة... واستوطنت الهجرة عقول الطامحين والطامعين في سوق عرق التعساء... المندسين تحت موائد الفتات الهارب من بطن دنابين هذا العصر...
حتى دجاجات الخالة فاطــنة شاخت، ولم تعد مقأقئة لبيضاتها الذهبية، كما كان الأمر من قبل.... لقد بات لون بيضها رماديا، وشاحبا كوجه القمر في سهره المنفرد اللأبدي....
ولأن الله موجود... ولا يريد إطالة عقاب عباده المخلصين، بجريرة عباده غير المخلصين.. اسود وجه النهار.. وأسدلت الغيمات الستار على وجه الشمس المحرقة.. أرسل شؤبوبه لتبدأ حبيبات الماء البيضاء.. الزلال.. تتراقص على زقزقة عصافير أغصان شجيرات باعت ردائها إلى تاجر السراب.. الذي لا يروي عطشا.. بقدر ما يبيع وهما وعسقولا.....
ابتلت العروق....
نضج الزرع... وسال الضرع... واستقر المنع....
ليعيد الدون كيشوت استقوائه على طواحين القمح بسيفه الخشبي ومطيته العرجاء وتابعه الأخرق...
كثر الهرج والمرج بعد امتلاء المخازن التي هجرها العنكبوت وصاحبه الخفاش البني اللون.... دب الخلاف بين الأهل... سجرت سيوف معاوية... امتلأت قاعات الفصل بين المتخاصمين... المتناحرين.... المتقاتلين... الذين حملوا زاد المحصول كله رغم المسافات العجاف المتسربلة بقحط العرفان ليصبوه ماء على رمل.... وشقاء على هدر...
بعد عراك مرير فارغ فراغ قلب أم موسى...عادوا ليحملوا صخرة سيزيف المسلطة على كينونتهم وكأن السماء لم تكن حاضرة هذا المساء....
دخلت الطواحين في عطالة ومعها الدون كيشوت ومطيته العرجاء وتابعه المنحوس

فغاب... و جف... واستقر... وحل....
من...؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.....



 
  عبد الرحيم الحمصي (المغرب) (2008-06-03)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

صخرة سيزيف-عبد الرحيم الحمصي (المغرب)

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia