ويأتي بعد الليل نهار-لطفي زغلول-فلسطين
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
شعر

ويأتي بعد الليل نهار

  لطفي زغلول    

لم يَدخلْ مدرسةً .. يوماً
لم يعرفْ عنوانَ الكُتّاب
لم يقرأ أبداً .. أيّ كتاب
لم يرسمْ .. لم يحفظْ شعراً
لم يرطنْ بلسانِ الأغراب
لم يذهبْ عندَ طبيبٍ ..
كانَ أبي .. يَتداوى بالأعشاب
لم يحقدْ .. كانَ يحبُّ الناسَ ..
وكلُّ الناسِ .. لهُ أحباب
يصلُ الأرحامَ ..
وكانَ وفياً .. للأصحاب
لم يجرِ وراءَ متاعِ الدّنيا ..
لم يحسبْ .. للمالِ حساب
فاللهُ العَاطي .. والوهّاب
لم تخدعْهُ الدنيا يوماً ..
لا الجاهُ .. ولا سِحرُ الألقاب

إنساناً كان ..
تستوطنُ كلُ تضاريسِ ..
الكرمِ الواعدِ .. منهُ الوجدان
يحتلُّ حناياهُ التاريخُ الغافي ..
في حضنِ الأزمان
إنساناً كان
في عينيهِ .. دفءٌ وحنان
في لقياهُ .. أمنٌ وأمان

إنساناً كانَ ..
أحبَّ اللهَ .. أحبََّ الناسَ ..
اختارَ الحبَّ ..
طريقاً توصلُ للإيمان ..
لم يحلمْ يوماً بالسلطان
إنساناً كان .. إنساناً عاشَ ..
يُسبِّحُ للهِ الرحمن ..
وقضى إنسان

أيامُ أبي .. أحلامُ أبي ..
ما زالتْ تصحو كلَّ صباح
تتسللُ عبرَ شرايينِ اليومِ الآتي
لا تهدأُ حيناً .. لا ترتاح ..
تنسابُ على أجنحةِ الضوءِ ..
تحطُ على رحمِ الوجدان ..
ما زالتْ تتحدّى النِسيان
وأبي من خلفِ ضبابِ الصمتِ ..
يحدّقُ بي .. في كلِّ مكان
ويصرُّ أبي .. فأبي إنسان
يؤمنُ باللهِ .. وبالقرآن
وبأنَّ الأرضَ .. من الإيمان
ويظلُّ .. يظلُّ .. يُناجيني
يتسللُ عبرَ شراييني
عشقاً .. لا يعبأُ بالأحزان ..
صوتاً .. في الصمتِ يناديني
في هذا الكرمِ .. رأيتَ النورَ
درجتَ .. كبرتَ .. معَ الأزمان ..
قل للأجيالِ ..
أنا أعشقُ ميلادَ الأطفال
فازرعْ كرمي قمحاً ..
زهراً .. حباً .. أطفال ..
أنا اعشقُ ميلادَ الأطفال

وأبي لم يتركْ ميراثا ..
لم يتركْ إلا محراثا
يتحدى الصخرْ
يروي للجيلِ حكايةَ فخر
ويعانقُ أحلامَ الأطفال
لكنّ الليلَ ثقيلُ الخطوةِ ..
مغرورُ العتمةِ .. مُختال ..
ويصرُّ .. يصرُّ الأطفال
أن يأتي الفجرُ .. وتأتي الشمسُ
ويأتي بعدَ الليلِ نهار
أن يأتي الوعدُ .. ربيعاً ..
قمحاً .. موّالاً .. باقةَ أزهار
أن ترجِعَ للعشِ الأطيار



 
  لطفي زغلول-فلسطين (2010-08-05)
Partager

تعليقات:
ابروح /شفشاون 2010-08-11
كان ابي انسان يعشق الارض لم يترك ميراثا ترك محراثا وللاطفال ابتسامات وازهار وهم اشد حبا للاوطان انها رنات شاعرقلق واهات سلسة خفيفة وترانيم لوطن يضج في الكون ولم يكتب على خرائط الاحتلال اسمه فلسطين والشعر من الشعور والاحساس كالهواجس او كالشيطان
البريد الإلكتروني : aboroh @hotmail.fr

علي رفيع /سلا - المغرب 2010-08-05
شعر اقرب الى المقال منه الى الشعر مع احترامي لفخامتكم
البريد الإلكتروني :

أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

ويأتي بعد الليل نهار-لطفي زغلول-فلسطين

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia