وفي شمائله خصال.. ومتّسع للأبدية إلى روح الفقيد عمي الطاهر، الروائي الجزائري الكبير، الطاهر وطار-أحمد ختّاوي - الجزائر
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
مقالات

وفي شمائله خصال.. ومتّسع للأبدية
إلى روح الفقيد عمي الطاهر، الروائي الجزائري الكبير، الطاهر وطار

من أين أبدأ ..لا أتمالك نفسي ، وأنا أتحدث عن هذا  الهرم الفكري الثقافي / الأديب / الروائي الطاهر وطار */ طيب الله ثراه .. من أين أقرأه ،
 مهما أكتب أو أرد على السؤال ، لا أفي لهذا الرجل حقه ..
أفضل أن أوجز ، وأن أستحضر بعض مواقفه رحمه الله ..
قد لا أفي بكل ما أكتب عن هذا العملاق / صاحب المواقف الصلبة /
قرأته إنسانا ، وأديبا  وكاتبا / متميزا ، وصاحب مواقف  عبر مساره الأدبي الحافل ، عبر اللاز / الشهداء يعودون هذا الأسبوع / رمانة / وغيرها  ,أكثر من هذا عبر مواقفه  وخصاله / عاصرته ، وعرفته عن كثب  بالاذاعة الجزائرية ، باتحاد الكتاب الجزائريين، وبالجاحظية  ،  عرفت فيه رجل الخصال والمواقف ، رحمه الله ، عرفته كذلك رحمه  الله صنديدا عنيدا ، وهذه خصال الرجال ، فهو صاحب المواقف  والخصال والعنيد أحيانا ، وهذه من شمائل الرجال ..
من أين ألج عوالمه ا لرحبة ، وسراديبه ، ودهاليزه ، ها الرجل مهما أقف عنده ،لن أ ستوفي حقه ، وفضائله علينا كثيرة ، ما أكثرها ، كيف أعدها وكيف أحصيها ، أكتفي بالمثل الشعبي الحكيم / فضائل الرجال عدها ولا ردها "
عرفته ، وعاصرته ، واغترفت من نصائحه ، تشبعت من تواضعه ، وحنكته ، أيام كان يغدقنا بفضائل شمائله ، وخصاله ،
أذكر له الخصال الجمة ، والشمائل ، وكذا المواقف الجريئة ، استكتبت حكمته  وشمائله ، ولا أزيد عن أنه هو – رحمه الله – الذي شمل بعطفه ورعايته أجيالا  وأجيالا ،
أذكر ذات مرة أنني تلقيت مكالمة من العين الصفراء   ذات مطلع ثمانينات ، كان المرحوم – طيب الله ثراه ، واقفا أمامي ، قال لي / ما لك وما لعين الصفراء ، قلت / سيدي أنا من تلك المنطقة ، و بالضبط  من بوسمغون ، قال / طيب الله ثراه ،،هل لك أن تدلني عما إذا كان على قيد الحياة رجل شهم / اسمه / بلفار محمود ، هذا الرجل  أكرم مثواي ، غداة الاستقلال ، وأنا ممنون له بهذا الصنيع ، قلت / أجل / سيدي أعرفه حق المعرفة ، شد على يدي بقوة / قال / رحمه الله / أوصلني بهذا الشخص وجدانيا / روحيا / كيفما تريد ، بلغ له سلامي ، واربطني به إن كان على قيد الحياة ، فعلت ، وظل الترابط بين هذين الرجلين إلى غاية وفاة الاول / بلفار محمود ، للإشارة كان ، وهذا للتاريخ وللأمانة ، الأستاذ الروائي الشهير الطاهر وطار منفيا  بالعين الصفراء لبعض مواقفه السياسية ، فأغدقه هذا الأخير بسخاء كرمه ،   فظل التواصل بينهما قائما ، ..
ما ذا أقول في هذا الشهم ، لعل هذه الافضاءات لا تكفي ، سأوجز بعض مواقف الرجل في هذه الحادثة أيضا /أ نه  وفي أعقاب حصول الروائي نجيب محفوظ على جائزة نوبل ، دعوة المغفور له الطاهر وطار  لندوة إذاعية  ،رفقة دكاترة ، أذكر من بينهم / الدكتور عثمان بدري ،  أحمد منور ، وغيرهم ، اتصلت هاتفيا بأستاذنا المرحوم / الطاهر وطار ببيته ، لدعوته ، قال لي مازحا / " حتى تولوا اذاعة  ونجيكم " رددت على الفور " ما نصيبوش واحد كما أنت شرفنا مديرا عاما للإذاعة.. وأردف في رده اللطيف / رحمه الله ،اسمح لي أخي ختاوي ، بالفرح والسرور ، فقط أنا مدعو لمحاضرة بقسنطينة ، وإلا شرفت ، كان مسك ما أردف ابتسامة لطيفة ، أحسست وقعها عبر الهاتف ، ثم أردف /الله يعاونكم " ولم تمض إلا أشهر معدودة حتى نصب على رأس هذا الصرح الإعلامي الثقيل ،   فاستحضر الفكرة ، والحادثة ، ودعاني إلى مكتبه بالطابق الثامن بالإذاعة الجزائرية ، لم يعاملني كمرؤوس ، ناولني كأسا من الشاي / رحمه الله /  كنت أمام أديب ، ملتزم بقضاياه ومواقفه ، ولم أشعر البتة أنني أمام مدير عام لفرط تواضعه ، وتعامله الإنساني لي ولغيري ، ماا أقول في هذا الشهم ، وهو الذي أرسى قواعد كثيرة للأداء الإذاعي ، وهو الذي ناضل ، أقول ناضل  من أجل تأسيس  إذاعة القران الكريم ، وهي الآن تشفع له في داره الأخرى ،
ماذا  أقول في هذا الرجل العملاق ، الإنساني الذي ظل يعانق قضاياه الفكرية  وغيرها بصدق ، فالكل / الأعداء والأصدقاء يشهدون له بدوره الفعال وتفعيله للأداء الإعلامي ، وهو الذي أخرج الإذاعة من رقعتها ، وحسّن ظروفها ، وظروف العمال ، يشهد له التاريخ ، أنه الوحيد ، بالرغم من مواقفه الثابتة ، أنه لم يفصل و لو عاملا اختلف معه ايدولوجيا ، بالرغم من أن جهات  أخرى قامت بهذا الفعل ، وهو الذي أرسى قواعد التوظيف لفئات الفنانين أيام المأساة الوطنية  ، وأيام المحن ، وهو الذي أمّن قوتهم ، وأخضعهم للتوظيف ، فأمّن جوعهم ومقتهم وآمنهم من خوف  ، فكل هذه الفضائل وغيرها  ، اشهد له بها كمعاصر له عن قرب  وعن كثب .
قد أملأ الصفحات  وأنا أستعرض خصال هذا الرجل ، ومناقبه ، على الإنسانية ، على الفكر ، على الأدب ، على البشرية قاطبة ، فهو الرجل الذي ظل متمسكا بعموده / رمز المواقف / الشمائل والخصال .
رحم الله فقيدنا الغالي ، وأسكنه فسيح جنانه ..
 فقدنا في هذا الرجل رجلا شهما ، طيبا ، يحمل كل صفات الانسانية .
مرة ثانية  تغمده الله بواسع رحمته ، وإنا لله وإنا إليه  راجعون . ولا يسعني إلا أن أقول " فضائل الرجال عدها ولا ردها "



 
  أحمد ختّاوي - الجزائر (2010-08-14)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

وفي شمائله خصال.. ومتّسع للأبدية
إلى روح الفقيد عمي الطاهر، الروائي الجزائري الكبير، الطاهر وطار-أحمد ختّاوي - الجزائر

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia