قصص قصيرة جدا

1-  شيخوخة

رأيتني أتامل من خصاص النافذة في صباح أكتوبر قطرات المطر
تتحول إلىدم. اشتد خوف الأطفال والشبان والمارة واستغربوا لذلك. كانت كل نقطة دم تسقط على رأس واحد منهم تحوله إلى عجوز.

2- السكير

نام، من غير أن يفكر في إخفاء قنينة الخمر، تركها على مائدة الحجرة.
كان أبناؤه يلعبون. من حسن الحظ، أنهم لم يقربوا القنينة المتجهمة المتغطرسة.
دخلت زوجته إلى الحجرة، وبغضب شديد، ومن غير أن تفكر في العواقب، ألقت بالقنينة من النافذة على ساحة مشجرة ومعشوشبة، احتضنتها الساحة دون أن تتكسر.
كان ثمة أطفال يلعبون، أخذوا القنينة، واختفوا..

3- بائع الحلزون

لم يبق له سوى ساعة واحدة على الانتهاء من عمله الروتيني، ويقفل عائدا إلى بيته. وإذا بسيارة تدهسه هو وعربته. فينتشر الحلزون على الأرض  سابحا في بركة من الدم.


4- الممثلة

عرض المخرج على الممثلة دورا واشترط عليها أن تتبعه إلى السرير. رفضت بقوة، وقالت:
-    لم أتصور أن تعاملني ك....
-    ما يهمني شعرك الأسود.
-    لم تقدر رغبتي في التمثيل..
-    هل صدقت نفسك أنك ممثلة فعلا؟
-    ألم تسمع عن جائزة أحسن ممثلة...؟
-    كلا...
-    وداعا...
حاول المخرج أن يعترض سبيلها حتى لا تخرج وتفضحه، لكنها أخرجت مطواة من جيب سروالها الأيمن وهددته بها. تراجع. فخرجت، وهي تبكي على حالها وسؤال عريض يتبادر إلى ذهنها عن مصيرها.

5- المطرب

رأيته جالسا في المقهى....
كما رأيته البارحة...
وسأراه غدا
غدر به الزمن.. ولم يعد صوته يصلح سوى للفنادق والحانات..
آه... يازمن الغدر.


6- عجز

انتقلت العروس إلى بيت زوجها.
سقط العريس مغشيا عليه، ومات. لم يعرف أن....
فتح أفراد الشرطة تحقيقا في الحادث، لم يعرفوا شيئا....
وسلموا الملف إلى القاضي، الذي عرف...
وخبأ الملف في درج مكتبه، ثم صعق الباب وانصرف....