بعد النجاح الذي عرفه معرض "مشروع في تنسيق الأعمال والأماكن" في أواخر السنة الماضية بمراكش ضمن البينالي الدولي الثالث سواء بعدد الزوار أو النقاش الذي أثاره في مختلف الأوساط المغربية.
فقد سافر المعرض هذه السنة إلى إيطاليا وبالضبط إلى مدينة باليرمو حيث استقر بقصر ريزو (متحف الفن المعاصر بصقيلية في إطار برنامج "مدن المتوسط") والذي افتُتِح في الشهر الماضي وسيستمر إلى غاية نهاية شهر نوفمبر من السنة الجارية. حُظِيَ المعرض بنفس الاستقبال خاصة وأنه يناقش مواضيع عدة لها علاقة بما يجري حاليا في العالم من خلال أعمال تجمع أربعة وعشرون فنانا من حساسيات فنية مختلفة في حوار فني وإبداعي مباشر بينها وبين أعمالها. ومن ضمن الأسماء المغاربة المشاركة في هذا الحدث الفني العالمي نذكر الممثل والمخرج السينمائي فوزي بنسعيدي والفنانة والفنانة يطو برادة والفنان يونس رحمون والفنانة البتول السحيمي والفنان فوزي العتيرس والفنان مصطفى أكريم. وهذه المشاركة المغربية المُكثفة في معرض دولي يعطي للفن المغربي بُعدا كونيا وعالميا.
يقترح المعرض الحالي المُقام حاليا في باليرمو، كما السابق في مراكش، مشروع التفكير في وظيفة الفن ووجوده وعلاقته بالمجتمعات التي تنتجه وتنتج فنانيه ضمن صيرورة تاريخه خاصة وأن المعرضين معا احتضنتهما فضاءات تاريخية لها دلالتها في كلا البلدين (مراكش في المغرب بقصر الباهية وباليرمو في إيطاليا بقصر ريزو) وهو ترجمة للعنوان الرئيسي للمعرض أي علاقة الفن بالمكان في شتى أبعاده التاريخية والواقعية في علاقتها طبعا بمجتمعاتها.
كما يتضمن المعرض عروضا بالفيديو بتنسيق مشترك حول موضوع "حرية" لكل من باني عابدي بعنوان "محجوز" من اختيار جون زاروبل من جهة ومن جهة أخرى فرانسوا بوشير بعنوان "حراسة مشددة" من اختيار خوسي روكا.
ينسق مشروع هذا المعرض ويشرف عليه ويتابعه الشاب المغربي عبد الله كروم صاحب الفضاء الفني "الشقة 22" بالرباط. سبق لعبد الله كروم أن نظم عددا من المعارض لفنانين مغاربة وأجانب داخل الوطن وخارجه وكان مديرا لجلها. وهو أيضا عضو في لجنة الصندوق العربي للثقافة والفنون ويُعتبر هذا الصندوق من أهم مدعمي الثقافة والفنون في العالم العربي.
يمكن لمن يهمه الأمر متابعة برامج خاصة عن معرض مشروع في تنسيق الأعمال والأماكن التي تبثها إذاعة "الشقة 22" طيلة مدة إقامته بباليرمو.
تعليقات:
