قصتان قصيرتان جدا-سعيد موزون – تنغير- المغرب
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
قصة/نصوص

قصتان قصيرتان جدا

  سعيد موزون    

الحب العجوز
 
تنجلي في أفق غامض .. ثم تؤوب إلى نفس اليوم كموجة خجولة على الساحل. ثم تجعل يدك تحت ذقنك شاردا لتلعن في سرك: سر سر سرررررررررررر..
ترفع السماعة وتلهو بها كأبله وكلامها يختنق في السماعة. تضعها وتبتسم في يأس وخيالها لا يفارق خيالك:
- كلامنا موغل في الشيخوخة..


في رحاب تْفُو

  الطفلة موردة الخدين يلحس الخجل فيهما بقايا بضاضة مزقها لفح الأيام.تعض أصبعها ويعضها الشرود.تبتسم بلا معنى.يتحلب ريقها كقطة يمزقها الجوع ..
    - تْفُو ..
   تلازم تْفُو شفتيها القاحلتين،أَلْتَفِتُ إلى القاحلتين فيعضني الشرود..
يهدر عقلي بالذهول فأسافر في : يا..ا.ا.آآآآآآآآآآآآآآآآآه!
  أستفيق من الشرود،فأجد الطفلة وأباها قد سرقا مني كيس الزيتون، ووضعاه في جوف كسرة خبز فَفَرّا هاربيْن ..
  عادت إليّ: يا..ا.ا.آآآآآآآآآآآآآآآآآه!
   تخيلتُ القاحلتين وهما تستقبلان الزيتون، وتتألقان برضاب أسود، قلت في سري :
    - كيف حال تْفُو الآن وهي تتعثر في القاحلتين؟هل تخلصتا منها لتُهرع إلى قاحلتيّ أنا؟
  رفعتُ نظري إلى وجنة الأفق.. تلاشيا في الأفق .. ضحكتُ،ثم تعاظم ضحكي لما أرخيتُ بصري إلى الأرض،فوجدتُ ميكا صفراء في داخلها نقود صفراء كانت كل ما تملكه الطفلة وأبوها..



 
  سعيد موزون – تنغير- المغرب (2010-10-18)
Partager

تعليقات:
علي رفيع /بني تدجيت- بوعرفة 2010-10-19
مزيدا من التألق والتميز .نص قصصي بأنفاس شعرية حالمة ،تجاوز عقدة الحبكة والنمطية الكلاسيكية ليخلق من الحدث أحداثا من لاشيءجميل.بالتوفيق يانسيم تنغير الجميلة، مع أجمل تحية لزاكورة الفضاء القصصي الخصب والرحب
البريد الإلكتروني :

أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

قصتان قصيرتان جدا-سعيد موزون – تنغير- المغرب

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia