الأبواب الموصدة-حسن لختام – مراكش - المغرب
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
قصة/نصوص

الأبواب الموصدة

  حسن لختام    

ذات مساء خريفي -في مكان ما بالمدينة رفقة بعض أصدقاء الطفولة- قررنا بأن نكتشف- في حضور ديونيزوس - مايوجد  في سراديب تلك البيوت  المغلقة منذ زمن بعيد.  قنينة تلو أخرى-سيجارة تشعل سيجارة .موسيقى.. حوار.. تفلسف.. ثرثرة.والأقنعة تتهاوى  بأدنى حركة كاشفة المستور - والعقد والمكبوتات تتساقط  مستسلمة كأوراق الخريف.ألغي المنطق- وأضحى الإيمان والكفر بأي شيء مباح.  ذاب الشعور بحموضة الروج وانصهر بحرارة الماء حيا. فتحت الأبواب الموصدة-وخرج إلى الوجود ماكان يرقد بداخلها من أسرار ومكبوتات غابرة. ظهرت الحرية مخنوقة وهي تدمي من كثرة الجراح.هاجت المشاعر والأحاسيس-وتحول المكان إلى خشبة مسرح عبثي  فرق فيها ديونيزوس الأدوار.منا من أصبح عنتر يقهر بشجاعته الطغيان.ومنا من أصبح قيس ليلى يملاء شعره العذري المكان-ومنا من أضحى فيلسوف كل القرون يحاول عبثا أن يبرهن بأنه قادر على أن يغير فلسفة الزمان والمكان.ومنا من استسلم وغادر وهو يرتطم بالحيطان . أضحت خشبة المسرح في حضرة ديونيزوس كرسيا للحقيقة والاعتراف..تكلمت  فيه الشخصيات بكل حرية وعفوية وبانت في الأفق معاناة وهموم الشخصيات. .ودب دبيبها في الروح-وخيل إلينا أن شيئا ما نجهل ماهيته قد سرق منا على حين غفلة.لعنا أنفسنا-كما لعنا الشخص المجهول الشبح الذي سرق منا أشيائنا.شلت حركاتنا-وثقلت ألسنتنا وذهلنا مما عرفناه من حقائقنا..نسينا أسمائنا وعناويننا وكل وجودنا.لم ندر  كيف انتهت تلك  المسرحية العبثية -و لم نشعر كيف افترقنا -وكيف أعدنا إغلاق تلك الأبواب المحرمة التي يصعب  اختراقها.في اليوم الموالي-التقينا وتعاهدنا بأن لانفتح -مؤقتا- تلك الأبواب الموصدة .فإنها قد أغلقت -منذ زمن بعيد- بكل إحكام.



 
  حسن لختام – مراكش - المغرب (2010-10-18)
Partager

تعليقات:
ابروح /شفشاون 2010-10-19
شخصياتنا مجموعة من العقد لكن التوافق والتوازن شرطي الاستقرار النفسي ضد الخبل والجنون القريب انه رهان الصحة والسلامة في مواجهة الذات وعلاج مخاوفها فعلا تلك العوالم مهالك وقتل توصل الى رق جسدي شيطاني لا لذة روحية متعالية انها قصة الانسان في قالب سينمائي في مشهد ليلي عبق يكشف اعماق التحليل النفسي وتنتهي بسؤال هل التجربة ممكنة وما الضيرل اللغة فلسفية اكثر منها شاعرية لان المغزى فكري والمبدع متنوع في اسلوبه مبتكر في كون الابداع بحثا عن الاسلوب الرجل في النهاية الناضحة مثل فاكهة الصيف عسلا يفنينا
البريد الإلكتروني : aboroh @hotmail.fr

أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

الأبواب الموصدة-حسن لختام – مراكش - المغرب

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia