وقفة في دار المتنبي-ماجد الراوي - سوريا
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
شعر

وقفة في دار المتنبي

  ماجد الراوي    

اكتشف الباحثون وبعد دراسات دقيقة موقع دار الشاعر المتنبي في مدينة حلب قرب قلعتها الشهيرة
ورغم أنه في موقع الدار سكن أشخاص كثيرون وأصبح الموقع  مقرا لدوائر حكومية على مر الزمن
 إلا أنه لم يعرف ساكنوه المتعاقبون أنه دار الشاعر المتنبي حتى أثبت ذلك أحد الباحثين وبدلائله الدقيقة
وكان الشاعر من أول القادمين لزيارة الدار بعد اكتشافها والتي يشغلها الآن مركز الرعاية الأسرية في حلب
 وحين وقف فيها وتأمل ترجم مشاعره  في هذه القصيدة :
 
وقفتُ في الدارِ لكنْ لم أجدْ فيها
 من كان بالفكرِ والأمجادِ يبنيهاولا دواةً تحوكُ الحُسْنَ ريشتُها ولا روائعَ    تسبينا     معانيهامضيتُ أسألُ كلَّ العابرينَ بها عنهُ  وكلَّ  جدارٍ  في  نواحيهافثارَ صوتُ حنينٍ وسْطَ باحتها    كأنما رجّعتْ  أصواتَ  أهليها
مشيتُ في الدارِ أقفو للأبيِّ خُطاً 
  راح التقادمُ عن عيني يُواريها
وأرفع السترَ عن وجه الزمانِ بها
  فيرجعُ الدهرُ  للأنظارِ  يُبديها
كأنما صوتُهُ قد رنَّ في أُذُني         
  ونبَّهَ القلبَ  قبلَ السمعِ  تنبيها
سرتْ إلى مسمعي أصداءُ قافيةٍ 
-  راحت تردّدُها الأزمانُ في فيها
جاء البيانُ بها يزهو بتوريةٍ     
وراقني   بخيالٍ   ضمَّ   تشبيهافكم لهُ حكمة أعيتْ  مقلّدَها   مثل الربيع قِفارَ الروحِ تُحْييها
وكمْ  شمائلَ أرساها بمنطقِهِ     
   تبيتُ ألسنةُ  الأزمانِ  ترويها
يا باحةَ الدارِ روحي فيكِ قبَّرةٌ 
 تظلُّ تهتفُ والتذكارُ  يُشجيها
تُسائلُ النجمَ عنهُ فوق منزلِهِ 
والشمس غائبة والبدرُ يبكيهاسبحانَ من علّمَ الإنسانَ فانبعثتْ
منهُ  قرائحُ  في الميدان يُجريها
تبيتُ   تنسجُ    أبراداً    مذهّبَةً 
 من   البيانِ   موشّاةً   حواشيها
إنّ   البيانَ  لسحرٌ  قَلَّ   مدركُهُ
  وحكمةُ القولِ ما شيءٌ  يُضاهيها
الشعرُ ديوانُنا المعروفُ من قِدَمٍ 
   وكم    وقائعَ    أبداها   لقاريها
فلا تلُمْني إذا ما زرتُ دارَ (أبي 
   مُحَسّدٍ ) أتغنّى في نواحيها (1)
كم عُجْتُ فيها وأشواقي تُناديها
  والروحُ صارتْ  فراشاتٍ  تناغيها
أحجارُ جدرانها كالسِفْر أقرؤُهُ 
  حتّى يعودَ من  الأيّام  خاليها
ظلّتْ على دورة الأيام واجمةً  
 إذْ  ماتَ  مُنشِئُها  قِدْما  وبانيها
فإنْ أردتَ وجوها منهمُ غربتْ 
  رأيتَ في وجهِها أشخاصَ  أهليها
مشيتُ في ( حَلبَ ) الشهباءَ أسألُها
  عمّنْ شخوصهُمُ ضمّتْ روابيها
كأنّ قلعَتَها في الأفقِ باخرةٌ   
في البحر  والريحُ همسَ الحُبِّ  تُهديها
أو أنّها في رياضِ الحُسْن غانيةٌ 
  والطيرُ من حولِها  صُبحاً  تناجيها
فإن سجا الليلُ لاحت كالعروس وقد 
  تخفى  ولكنْ عقودُ  الماسِ   تُبديها
يا أرضَ قومي لقد أطربتِنا زمناً 
 برائعاتِ   الليالي  أو  شواديها
يا واحةً  بهُدى  الإيمان عامرةً  
 الخُلْدُ أعطتْكِ شيئاً من معانيها



  1ـ أبو مُحَسّد : هو الشاعر المتنبي
  ماجد الراوي - سوريا (2010-11-27)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

وقفة في دار المتنبي-ماجد الراوي - سوريا

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia