عمّ الأستوديو فرحٌ عظيمٌ ، و تعالتْ هتافات و تصفيقات الجمهور الحاضر . و دمعت أعين البعض بعد سماعهم قصة الشاب عِماد .. مرّ وقت قصير . سُمِعَ منشط البرنامج ، و قد تهلل وجهه و أبرقت عيناه بالبـِشْرِ ، يطلب من الحضور التزام الصمت و الإنصات إلى مكالمة في غاية الأهمية . مكالمة كانت ستحدد مصير شاب استضافه البرنامج. شاب كان يبحث - و أضناه البحث - عن أم بيولوجية . وضعته ذات صباح في سلة من قصب عند باب زوجين عاقرين . و فرّتْ هاربة من خطيئة متجسدة في كائن بشري سمي فيما بعد عِماد. كان شجاعا . جلس بجانب المنشط و عيناه تتفرسان الوجوه بلا معنى . تسمّر عند سماعه صوت امرأة تنشج على الطرف الآخر من الهاتف .. بصوت رخيم يعرفه .. اعترفت للعالم بأنها أم الشاب عماد.