صدورمسرحية الجابرية للكاتب أشرف النولي
 |
صدرت مؤخرا مسرحية الجابرية للمؤلف أشرف النولي عن مركز عبادي للدراسات والنشر، وتعد هذه المسرحية الطبعة الأولى وإحدى باقات 2010 م للمركز .
وتحتوي المسرحية المسرحية بين طي غلافها الفاخر على 117 صفحة، قسمت إلى ثلاث فصول وخمس عشر مشهداً ،من قطع متوسط .
• المسرحية :
- مسرحية الجابريه عمل استعراضي غنائي جعله المؤلف توثيقي لحياة الشاعـر والملحن اليمني الكبير جابر رزق الذي عاش وتوفي بين 1842 - 1905 م .
اعتمد المؤلف أسلوب الحواري كعنصر أساسي للمسرحية لكنه عندما تأخذه النشوة يغوص في تفاصيل ودقائق الأمور و المكان ،ذاك الشعور نابع عما يدور في نفس من حـب وعشق ممزوج بآهات للأرض والمكان التي تعد مسقط رأسه.
والمؤلف اختار موضوع مسرحية في اعتقادي لعدة أسباب أبرزها ما تمر به المرحلة من مخاض على مختلف الجوانب السياسية والدينية والاجتماعية .
لقد جعل من "جابر رزق " شخصية لعمله المسرحي ومحورا أساسي للفكرة التي يريد ان يوصله للقراء او المشاهد على قاعة المسرح .عندما يحول هذا العمل الى حركات إيقاعية وجدانية من قبل الممثلين مستمدين روح
أختار معلمين تاريخين هما دار الحجر وجوامع صغيرة لتكون خلفية مشهده كما اختار باب مشرف في مدينة الحديدة ليرصد الحركة الدؤبة لذاك السوق الخرافي المكتض بالمارة حتى يومنا هذا.
وجعل من الظلمة والإضاءة مؤثر قويا
دارت أحداث ومشاهد الفصل الأول في البيئة التي نشأ وتشكل فيها محور المسرحية جابر رزق كشاعر ومنشد وملحن .
أما الفصل الثاني تناولت رحيل جابر رزق إلى منطقة " تهامة "وفي الفصل الثالث تناول المؤلف الدور الذي كرسته المرحلة تحت عنوان "تكرس المدرسة الجابرية في الشعر والتلحين " .
وظف المؤلف الإبعاد الزمنية والمكانية ليخلق ديناميكية الحوار لشخوص مسرحيته التي تجسد واقع ظروف المرحلية للشاعر ، مدى ارتباطه بالواقع والأحداث كما أن المؤلف نجح في توظيف التنوع البيئي والمكاني . لقد أبدع المؤلف عند استخدامه للغة السهلة والمبسطة ذات المعاني المعمقة في دلالاته التصويرية .
و لقد حاول المؤلف في خطوة جريئة أقحام بعض الأشعار للمبدعين الجدد كما أورد في نهاية الكتاب بالتنويه " الشعر الشعبي التهامي في المشهد الأول من الفصل الثاني للشاعر الشعبي الشاب علي مغربي الأهدل "
• مفردات المسرحية : أشبه ما تكون بأطروحة علمية وأدبية تاريخية ، حين ذهب المؤلف النقل والتوثيق من المراجع والمصادر على سبيل الحصر ( قصائد جابر رزق منقولة من ديوان زهـــر البستان في مخترع الغريب من الإلحان ) وهذا الديوان تحقيق وتحليل الباحث الراحل عبد الله الرد يني .. إصدارات وزارة الثقافة 2004 م .
• المسرحية تعد من وجهة نظري من المؤلفات العظيمة والرائعة وإضـــافة متميزة للمكتبة اليمنية المعاصرة .
• إن المؤلف كان ذكياً وبارعاً وجريئاً في معالجة الفكرة وإثراءها بالحوار والشخوص لأن للمؤلف وجهة نظر أخرى، أوردها وذيل بها مسرحيته تحت عنوان "همسة قلم " قال :- ( انه لمن السهل أن يصيغ الكاتب عملاً ما , سواء كان مسرحاً قصصياً أ روائياً من الخيال . حتى إذا كان هذا العمل مستوحى من الواقع ولكن أن يصيغ عملاً يتناول حياة شخصية حقيقية , تعيش في أذهان الناس , فهي الصعوبة بعينها . فهذا تنتابه الحيرة ما بين الإبداع والحقائق .
• فالخيال المحض أهون كثير عند الكاتب , مهما كان متمكنا من الكتابة من المجلس في فضاء التصوير والإبداع لصنع الإحداث بحيث تحوي الفكر الذي يريد سردها للمتلقي . وفقا لرؤاه وفلسفته أما عندما تكون الكتابة عن شخصية ما زالت آثارها حية من وجدان الناس , مع بعض من أحداث حياتها والتي ربما سطر خيال المحب أو حتى الكاره بعضاً من سطورها فان لأمر يصبح أكثر صعوبة . إلى إن يذهب المؤلف بتوجسه المحمود بالقول " ولست ادري أهي جرأة أم هي وقاحة مني إن اضطلع لكتابة نص يتناول عملاً ما ، بهذا الحجم".
• في اعتقادي إن المؤلف والكاتب يمر بحالة من الطقس قبل وإثناء وبعد الكتابة، لكنها تكون في أوجها عندما ينتهي من قذف مداد أفكاره على الورق
• إن المؤلف عندما تسأل مع نفسه " أهي جرأة أم هي وقاحة مني " إنما هذا يعد نوعاً من التواضع والموضوعية
ولعلي إنا أيضا أحذو حذو المؤلف العملاق اشرف النولي ،لأقول كما قال ( أهي جرأة أم هي وقاحة مني !!
إنما .. أعود وأقول هـو الإعجاب والتذوق لكل عمل وإبداع .. !!
|
تعليقات:
