أيا بلدي تهدّم فيك ريحي
وإنك دست زعنفتي بأموات ترابض فوق قلب أوديبي
ولم تشعل يداك فتيل رفق
ولم تلعن خفافيش الظلام بسفح روحي
وغادرتَ الهواجس غاضبات من هواك الخندريسي
تَقصّف فيك شِعري
فضضت بكارة النغم الحواريّ
وسقت قطيع ريحي نحو قاصمة الظهور
ودمرت الحنين بباب بوحي
فكيف تخون أحلام ابن ريح أريحي؟
يؤوس لا تروضه العصور
جموح لا أسرّجه بكل إصراري الأخيلي
غريق في مداد سحابة حوراء ترتع من غد هُبَلِيٍّ
ولم يشبع من السكرات يوما
ولم ينفع لعمره فيه موتي الجميل
أتنفع فيه قافيتي وبحري ؟
أيا بلدي تَوَسوس فيك جرحي
ومحبرتي وحبري
وكنت إذا صرخت أيا بلادي
يعولك ، لا قلاك علاك، كبري المستطيل
أجابتني المهازل حاسرات الرأس
سقيت بكل غادية شذى موت طفولي
كأن الريح ليس له متاهات يتيه بها صريع الفلس
ولا ملك الجمال يزيح غيم الجمر عن جسد ابنة الأمس
خدود السحر يرشقها شعور يستبيح من الصبابة كل ذل
يجامل كل جلف أجرب الحس
ويُقْلى بالقليل من الأقل
وتسحره بلادي .. وتغرقه بلادي في دخان العيد
ويجثو فوق صحراء الفنون يفرّخ الذوق الخسيس
ويحلم أن تراه بلادي .. أن تراه يوليسيس
أيا بلدي أخالك كالرياح تعاقر الأفق السحيق
وتحلب نعجة الموت
فيغرق سارق النيران في حمق الآلهه