سافرت خارج البلدة
سافرت إلى بلدة أخرى
لا مطر فيها ....
ولا ثلوج فيها ...
وخلف أسوارها يوجد برابرهْ .
ويوجد أناس يتشمسون بحر القيظِ
هناك آخر قطعة شعريةٍ تقالُ في حقهمْ
وهناك غاباتٌ لم يدخلها أي أحدٍ بعد
والعيش بصعوبهْ .
هناك معلمون يرتدون ملابس مرقعهْ .
ويكتشفون خبايا هذا النوع من البشرِ
وحيواناتٍ من العهد القديمِ
لم تنقرضْ بعدُ
يتطلعون المعلمون من جديد ٍ إلى المعرفةِ
معرفة النباتات الخاصةِ
والتي تنبت وحدها في هذي المنطقهْ .
وتوجد كتاباتٌ قديمةٌ ينشرها زعيمها
وكتابُ تقاريرَ إلى النائبِ العامِ
يمشون طولاً وعرضاً
يبحثون عن المسؤولِ في المدينهْ .
داخل البلدة يعرض الممثلونَ فنهمْ على النساءْ .
دون إشراكِ الذكور المخصيين ...
ودون إشراكِ الأطفالِ الجائعينَ ...
لأنهمْ يخافون قلةَ التنفسِ في القاعهْ .
داخل البلدةِ يفرق المسؤولون عنها
حليبَ العصافيرِ على الظباءْ .
ويرقصُ الزعماءْ .
أمام جميلاتِ القرية دون حضورِ الرجالِ
لأنهم يتشاءمون حضورهمْ
ويخافونَ استهزاءهمْ
ويريدونهمْ أن يعيشوا تحتَ الهيمنهْ .
وتحتَ السيطرهْ .
داخلَ هذه البلدهْ ....
توجد فتياتٌ صغيراتٌ لا يتكلمنَ قط
إلا عن مغالبهْ .
وعاهراتٌ يطفن بين الدور المخربةِ
ويتسلقنَ جدرانَ البيوتِ المطليةِ
وعشاقٌ ليلهمْ يعدٌ لهمْ مفاجأهْ .
وجرذانٌ ضعيفةٌ الأجسادِ
وضفادعُ كثيرةُ الأحقادِ
وعجائزُ بملابسَ سوداءَ كأنهنَ
في أيام الحدادِ
وصقورٌ تأكلُ اللحمَ المشويَ في المساءْ .
تلك التي لا يمكنها العيشُ إلا
تحت وصايةِ الملوكِ
وتحت هيمنةِ الملوكِ
والقمرُ مضطهدٌ في السماءْ .
لفترةٍ طويلةٍ جداً ....
ينتظر هو والآخرُونَ طلعةَ الأنبياءْ .... !!