لو زدْتَ نبْضًا واحدا إلى محمود درويش في حياته الأبدية-محمد شاكر (المغرب)
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
شعر

لو زدْتَ نبْضًا واحدا
إلى محمود درويش في حياته الأبدية

  محمود درويش    

واشاعراه.ْ....
ما يضيرُ الموتَ لو زدتَ نبْضًا واحدا،
ليسْتوي إيقاعُ الحيا ه.ْ..؟
ألم يرَ أنكَ ما زلتَ موْفورَ الشعر،
طازجَ الأهواء.
كم مرة نازعْته ُالخــفـْـــق َ،
وغضَّ حَياءً من سِحر الغناءِ...
مطمئنا كنتَ، تعلم منطقَ الرَّدى،
ففتحتَ القلبَ، بما فيه من حُبّ
ناءَ به،
وهو يتربَّص بالأبْهاء
أنتَ ربيْتَ آمالا في حَضيرة الرّوح،
فمن يرعاها، بحجم الخيبات
ووابل الإحــــن.ْ..؟
الحقيبة َ، يا محمودُ،
من يُدير دَفـَّــة أحلامها، لنشُـــمَّ، غزيرا، عِطرَ الوطن،
كما نضحتْ به خوابي الشجن..؟
مَنْ يقلب ذات اليمين،
وذات الحنين،
جراحاتٍ بها،
حتى لا يتعفن نبْضُ الزمن؟
ترملتْ ريتا
على شرفات الحب
والعيون العسلية
غاب عنها لون الخلية ْ

ياالمُسافرُ الذي عوّدنا الرّواحَ إلى كنف الحُب،
بأي مطار، ترسو مساءً،
نَخفّ إليكَ...
نَحْم ِالحقيبة َ من مُصادرة الغياب…؟

يبقى حنينُـك إلى قهوة الأمَّهات،
دليلنا إلى بحبوحة الطفولة،
يظل خــُــبزهن عَــبــِقا بكل أسْرارِ
الأمُومة
بدْءاً من أول استعارة روَّضْتَ،
إلى آخر ما تكونْ...
في بال الظنونْ.
كزهرك، أو أكثر، إذ تـُهدينا في الباقة،
أقصى ما تتشوق الرّوحُ إليه،
وأزهرْ...
سِرْبا من العِطر، يذود عنا
عُــفونة العصرْ.

واشاعراه..
ما يضير الموت، لو تنحَّى قليلا
لتدلفَ القصيدة ُمن أبواب المدينة
على صهوة الفرس الوحيد
ويبرأ الحنينُ
إلى غـُصن زيتونة
راسخة فينا
يُضيء شوقـُها
كلما مَسَّهُ وجعٌ
أو تكالبتْ عليه السَّكينة ْ

ما يضير الموتَ
لو زدْتَ نبضا واحدا
ليعْمُرَ الشعرُ، صَحارى الرّوح
يتوارى وجهُ البشاعة فـــــــينا.



 
  محمد شاكر (المغرب) (2008-08-15)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

لو زدْتَ نبْضًا واحدا
إلى محمود درويش في حياته الأبدية-محمد شاكر (المغرب)

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia