تَجَلّي الفينيقِ التونسي-عماد طراد - سورية
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
شعر

تَجَلّي الفينيقِ التونسي

  عماد طراد    

كنَّا معاً نبحثُ
عنْ زاويةٍ في مقهى
بعيداً عنْ أناملِ الأمنِ
نحتسي النكاتَ الممنوعةَ
نعزفُ على الفيسبوكْ نهايةَ الطاغوتْ
و نرشفُ قهوةَ القصيدهْ
لا يستطيعُ السكوتْ
هيَ تونسُ تستغيثُ
و قلبي المغيثُ

كنَّا معاً نتسكَّعُ
في الشوارعِ الخلفيَّةِ
نلاحقُ حمامَ الجيرانِ
نقطفُ ياسمينَ الأسيجهْ
نتغنَّى بمؤخّراتِ الفتياتِ و نهودِهنَّ اليانعهْ
نحلمُ بالبحرِ ، بالنقودِ
و بالوظيفهْ
لا يريدُ الرحيلْ
هيَ تونسُ عطشى
و روحي السبيلْ

على موجةٍ شماليَّةٍ
رَحلتُ بعيداً. .
عَلَّقَ إجازتَهُ الجامعيَّةَ
في خزانةِ أمّهِ
و بقيَ وحيداً
وراءَ العَرَبَةِ
بلا وظيفهْ
شريداً
بينَ صباحِ التفَّاحِ
و مساءِ الطماطمِ و البرتقالِ
سعيداً
بأرجوانِ العشقِ
و سلوى الانتظارِ
لا يريدُ الموتْ
هيَ تونسُ تئنُّ
و جَسَدي الصوتْ

صباحاً كانَ بوعزيزي
يرتدي قميصَ الصبرِ
يغزلُ نشيدَ الأملِ
ينتظرُ مَنْ تقطفُ تفَّاحَهْ
و كانَ الشُرطيُّ يتأهَّبُ
يُشْهِرُ سلاحَهْ
ليمارسَ ساديَّتَهُ المزمنهْ

البوعزيزي لا يريدُ الحياةَ - الموتْ
يُصغي إلى دورةِ الفراشةِ
و لحنِ القمحِ و الزيتونْ
نموتُ لنعيشْ
هوَ لا يريدُ الحياةَ - الموتْ
يَفْرِدُ جناحَ الفينيقِ
يرتدي عباءةَ المسيحِ
أُريدُ الموتَ - الحياةَ
بريقاً حريقاً
ابتهالاً اشتعالاً
كأسٌ منَ النفطِ و عودُ ثقابْ
و بقايا دمٍ لمْ يمتصها بعوضُ الطُغاةْ
كي تعودَ لتونسَ الحياةْ

هلْ كانَ يعلمُ ما فَعَلَهْ !؟
جسدٌ واحدٌ
و يسقطُ العرشُ المهزلهْ
هلْ كانَ يعلمُ ما فَعَلَهْ !؟
جسدٌ قنبلهْ
و كلُّ الطُغاةِ إلى المزبلهْ
هلْ كانَ يعلمُ ما فَعَلَهْ !؟
بذرةٌ في الأرضِ
و غداً هوَ سُنبلهْ . .



 
  عماد طراد - سورية (2011-02-09)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

تَجَلّي الفينيقِ التونسي-عماد طراد -  سورية

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia