عقدة الوشق-عبد المجيد لتباع - المغرب
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
قصة/نصوص

عقدة الوشق

     في الظلام البهيم اتسعت أحداقها،فبدا وميضها رقراقا في كل مكان...عيون القطط تنادي بلغة الوميض ،مواؤها الخافت من فرط الرعب يستحيل مواءً مجلجلا في السماء،هزيم رعد صداه يعزف الحان الحرية والكرامة، فهده لقطط الوديعة المتحضرة خَلقاً وخُلقاً لا تنشد غير حريتها وكرامتها.
       الوشق المغتر بزعامته،المتغطرس عنيا وكبرياءً،يتجاهلها بكل وقاحة،و يقابلها بازدراء،فيضطرها إلى الإلحاح على رحيله عنها...يُقبِل الوشق محاطاً بالقطط البرية المتوحشة التواقة للقتل والدم... يصعد المنبر،يزمجر كالأسد،يتذكر أنه قط متوحش وهم قطط  وديعة...فذكرهم بأنه أول الثائرين لما ثار على القط الأكبر،وأنه سيد لأولين والآخرين لما ثار على الوحيش من أسودٍ وفيلة ودببة وضباع ونسور..وتمرد على قوانينهم، وسن قانونا أسمى من دستورهم.فكيف بهم يجرؤون،وعليه  يدعون،وهم قطط لاحول لها؟...يكفيهم قناعةً أن زعيمهم قط لكنه عميد أسود الدنيا جميعاً، و صاحب أطول زعامةٍ في كل العصور...وفي عهده عم الأمن والرخاء،فهو الذي أخرج لهم من بطون الأرض كنوزا وأقوانا تعففوا بها عن أكل لجردان،فغدت مطمئنة دون وجلٍ أو فزع...
         وإذ لاحت له الجموع ثائرة مسترسلة،على رحيله مصرة وعازمة، اختلط في حنجرته المواء بالزئير،والعواء بالوعيد،وسرى منه الدم إلى العصب فأعماه الغضب،وتراءت له جموع القطط  بعضها جرذان في لغط،وبعضها جراثيم تتكاثر،فأقسم أن يقضم الجرذان بأنيابه ويبيد الجراثيم بسائله النتن.



 
  عبد المجيد لتباع - المغرب (2011-02-25)
Partager

تعليقات:
بوشما حميد /المغرب 2011-02-26
ربما حدث خلط فقد قرأتُ هذه القصة باسم عبد المجيد التباع في موقع آخر وهي هنا باسم ماجد الجيلالي
البريد الإلكتروني : hamidiano@gmail.com

أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

عقدة الوشق-عبد المجيد لتباع - المغرب

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia