على إثر انتهاء الدورة السابعة عشر للمعرض الدولي للنشر و الكتاب بالدار البيضاء ، انعقد اجتماع يوم الإثنين 28 فبراير بوزارة الثقافة برئاسة بنسالم حميش وزير الثقافة للتعرف على الحصيلة الأولية للمعرض واستخلاص الملاحظات للشروع في التحضير لدورته القادمة منذ الآن.
وقد سجل الجميع خلال هذا الاجتماع إيجابية النتائج المحصل عليها في هذه الدورة على الرغم من الظرفية الخاصة التي يعيشها العالم العربي، وبعض الوقائع المفاجئة على المستوى الوطني.
وهكذا عرف المعرض هذه السنة إقبال 650320 من الزوار من مختلف الأعمار من بينهم قرابة 050 531 بالتذاكر المؤدى عنها.
و حضرت فعاليات المعرض عديد من الوجوه البارزة في الحقل الفكري والثقافي بالعالم العربي والأوربي والإفريقي نذكر من بينها إدغار موران وميشل مفصولي وفريديريك ميتران من فرنسا ووسيني الأعرج من الجزائر وكاظم جهاد و خالد حروب من الشرق العربي وغيرهم من الأسماء الوازنة.
وشاركت في المعرض 32 مؤسسة وجمعية ثقافية وفكرية من المغرب بأنشطة متميزة تتضمن لقاءات فكرية وتوقيعات للمؤلفين والكتاب.كما يذكر بأن الوزارة أقامت بتعاون مع بعض هذه المؤسسات برنامجا ثقافيا من قرابة 77 لقاء فكريا وثقافيا تم منه 61 ندوة ولقاء تحت إشراف الوزارة وألغيت 8 أنشطة ارتبطت ببعض الجمعيات التي فاجأتنا بنقضها التزامات شراكتها ، في آخر لحظة و دون إنذار مسبق، وإن كانت الوزارة قد وفرت لها جميع متطلبات حضور المدعوين الذين اقترحتهم من المغرب ومن خارجه. ولم تعقد ثمانية أنشطة أخرى لأسباب طارئة ومألوفة في مثل هذه التظاهرات.
وبالنسبة للرواق الإيطالي فقد تبين النجاح الهائل الذي حققه من خلال اللقاءات الفكرية والفنية التي تمت به، والتي أطرها أدباء ومفكرون ومبدعون إيطاليون ينتمون لكل الأطياف الفكرية والسياسية بهذا البلد الأورو متوسطي، إضافة إلى أدباء ومفكرين ومبدعين مغاربة لهم اهتمام بالواقع الثقافي الإيطالي.
وسجلت الدورة أيضا بأنشطة فضاء الطفل التي تضمنت فقرات في الحكي وورشات للرسم والفنون.وكان هذا الفضاء مجالا لتسليم جوائز الاستحقاق للـ 16 فائزا من تلاميذ أكاديمية الرباط سلا زمور زعير في مباراة الحفظ والإلقاء.
وقد تميزت هذه الدورة لأول مرة باعتماد قاعدة معطيات يمكن استخراجها بكل الصيغ الإليكترونية من خلال الموقع الإليكتروني للوزارة أو باستعمال الهاتف النقال داخل المعرض. وقد استقطبت هذه العملية 29551زائر عبر العالم منهم 12039قاموا بتحميل مواد القاعدة المعلوماتية.
وتعبر الوزارة بهذه المناسبة عن شكرها العميق للناشرين المغاربة والأجانب الذين بذلوا جهدا حقيقيا لإنجاح المعرض، كما تتوجه بالشكر لكل الذين شاركوا في هذا الملتقى الثقافي الدولي الهام، سواء من المغرب أو من الخارج، و تعدهم في الدورة القادمة بمعرض متجدد دوما، ينبض بالثقافة ويسعى لإشعاعها وسط المواطنين ومحبي الكتاب من كل الأعمار.
وبالمناسبة واعتبارا للدور الهام للجمعيات الثقافية في تنشيط المعرض والساحة الثقافية الوطنية بشكل عام، تم الاتفاق خلال هذا الاجتماع على إعداد ملتقى وطني للحوار حول الشأن الثقافي يدعى إليه كافة الفاعلين في الحقل الثقافي للتفكير في برامج شراكة من شأنها أن تعطي دفعة للعمل الثقافي الوطني، وتوضح للجميع معايير الدعم العمومي للجمعيات والمؤسسات الثقافية من خلال وزارة الثقافة. وفي مقدمة هذه المعايير الشفافية والحضور الثقافي الفعلي من خلال أنشطة هامة ومتميزة توفر فرص التعبير للجميع وإبراز الكفاءات الكامنة في هذا المجال عند شبابنا.
وفيما يتعلق بالدعم الذي قدمته الوزارة لما يقارب 100 جمعية ثقافية خلال السنة الماضية ، يجب التذكير بأنه خلافا لبعض الادعاءات فقد تم مؤخرا توقيع اتفاقيات بين الوزارة واتحاد كتاب المغرب وبيت الشعر في شأن الدعم المخصص لهما برسم 2011، كما تم تخصيص دعم للائتلاف المغربي للثقافة والفنون بالإضافة إلى أشكال دعم أخرى تستفيد منها هذه الهيئات في مناسبات مختلفة.
واعتبر هذا الاجتماع انطلاقة لإعداد الدورة القادمة من المعرض الدولي للنشر والكتاب الذي نعتبره فضاء للحوار وإبداء الرأي بعيدا عن مزايدات المقاطعة والاحتجاجات غير المبررة.
تعليقات:
