الثورة

قلت قبل العشرين

أنّ النهضة ستكون بعد الخمسين

من بعد مقتل الخمسين.

الخمسين الأولى،

بعد نفاد عهد التقويم.

والخمسين الثانية،

حين ثورة نصف التشرين.

حين حينها،

سيولد للثورة رجال من صنع

السلاطين.

في شكل دمى من اليقطين.

وقد لعنوا بلعنة جدّ ما قبل الخمسين.

وسيغدون للثّورة بصلب كصلب العجين،

فيها من لين اكثر ممّا في العين.

وكلين بيت من الطّين،

 وسقفها من فلّين.

فتدوّى صدى الثائرين

في العالمين،

فتراق من بقاياهم الثمّين،

غناهم عن عون الأمريكيين.

فيطأون أرض فلسطين

وربّما البحرين،

مقصّرين ولا يخافون.

حين حينها لا تذكر أمريكا

في الصلاة قرين،

ولا سوف يعين على كلّ دين.

ولا يدان أيّ مسلم في دين،

ولا يدان أيّ دين.

حتى انّ المعجز عندهم يهون.

اذ سيشقون الأرض حرثا،

وسيزرعون في البحر

نبتا من نوع النسرين.

فيصل فيحها حدود بحر القزوين.

والثوّار،ستجهلم في القطين،

فلا هم من أيمن اليسار،

ولا هم من أيسر اليمين.

ثمّ أنت يا قارئ شعري،

عود الى بدء من أوّل تخمين.

أيّ خمسين بعد نفاذ عهد التقويم

سيبقى من تزمين؟

ومن سيقتل من الخمسين

بعد أن تتمّ ثورة أول التشرين؟

أأمزح يا هذا وقد يكون يقين؟

أم شعري هو مهزلة القرن العشرين؟

ثم من يبلّغنا نحن جيل ما قبل الخمسين،

بما سيصير ما بعد الخمسين؟

يا هذا،اذا جاء الحين،

بطل عندها السّمع والعين.