بابلو نيرودا، شاعر ثوري، من مواليد 1904 بمدينة "برال – شيلي". تعتبر تجربته الشعرية المكللة بجائزة "نوبل"،من التجارب الإنسانية الملتزمة. فالشاعر قد كرس حياته للدفاع عن الحرية، حرية الرأي وحقوق الإنسان، مهما كان الثمن. ولقد توفي سنة 1973 متأثرا بذاك الانقلاب العسكري الذي أطاح بحكومة "سلفادور الليندي" الديمقراطية، يوم 11 سبتمبر من نفس السنة. وهو القائل حين داهم الجنود الانقلابيين عليه بيته بحثا عن السلاح قائلين:" أين سلاحك؟" فكان جوابه: " إن شعري هو سلاحي الوحيد"
ثلاث قصائد للثورة
-1-
نستفيق
نستفيق بلا ديون،
وبلا شكوك،
ولكن قريبا،
سيتبدل اليوم،
وستدور العجلة،
وتتجمَّل النار.
لم يبق أي شيء،
مما استفاق،
والأرض،
قد تآكلت عنقودا .. عنقودا،
وبقي القلب منزوفا،
والربيع ظلٌّ بلا أوراق.
لماذا كل هذه الأشياء
في هذا اليوم، بالذات؟
لماذا أخطأ هذا اليوم
في دق أجراسه؟
أم على الأشياء،
أن تظل دائما هكذا؟
كيف نقصم الحبل،
كيف بالإمكان تسريحه،
والصعود إلى الشمس،
لغاية مشارف الظل،
واسترجاع الضياء،
لغاية ما تصير الليلة،
حاملة بيوم جديد،
وأن يكون هذا اليوم طفلنا،
اكتشاف بلا نهاية،
وضفيرة للزمن،
المُسْترجع.
-2-
وكنا .. وكنا نصمت
أن تعرف، معناه أن تتألم، ولقد عرفنا:
كل خروج جديد من الظل،
يمنحنا الألم الضروري:
وهذه الإشاعة في الحقيقة،
قد تقلبت، وغزا الضياء،
الباب المعتمة،
وتغيرت الأوجاع.
وأصبحت الحقيقة،
حياة في هذا الموت،
فكيس الصمت،
قد كان جدّ ثقيل.
وكنا ننزف في محاولة رفعه،
لأن حجارة الماضي كانت عديدة.
وبالرغم من كل هذا،
فلقد كان اليوم شجاعا:
وبسكين ذهبية فتح الظل،
فدخل الحوار واستدار،
مثل عجلة على الضياء المسترجع،
لغاية قطب أراضينا.
وكللت السنابل،
مراتب أنوار الشمس وحيويتها:
ومن جديد أجاب الرفيق،
على سؤال الرفيق.
وهذا الطريق الذي كان َيُضَلّل بقسوة،
مع الحقيقة قد أصبح طريقا.
-3-
أعدائي
فيما يخصني أنا،
سأضيف شجرة جديدة،
لامتداد التقلبات اللاّ مهزومة:
سأتكلم عني،
وعن هذه الأسماء،
التي كانت تحكم علي بالموت،
وعن هؤلاء الذين لا يحبونني،
هؤلاء الذين كانوا ينتظرون،
سقوط الكوكب،
ليصدمني تحته.
---------------------------------------------