الشعب في الساحة الحمراء يهتف أمام باب بيت الحاكم: نريد الحرية، أكلت حقوقنا، كممت أفواهنا، قتلت شرفائنا من المتظاهرين، نريدك أن ترحل، ارحل وكفى.
خرج الحاكم حانقا. كان مرتديا ثوبا أخضرا، كان قد جلبه من مدينة أثرية قديمة لم يعدلها وجود الآن. انتابته نوبة جنون حادة، أرغد وأزبد، ثم توعد وهدد، ورفع يديه، معلنا الحرب على الشعب.
بتعصب، قال:
- الشعب الذي لا يحبني لا يستحق الحياة.
خرج من بين صفوف الشعب ثائر، وقال:
- كيف أحبك، نحبك، وأنت تسلبنا حريتنا وكرامتنا ، ثم تجوعنا وتنهب ثروات أرضنا.
وهز رأسه، ثم هتف بصوت عال: ارحل...
ردد الشعب: ارحل، لا نريدك في هذه الأرض التي سقيت بدماء الآلاف من الشهداء.
بعناد، وكره، وجنون، قال الحاكم: لن أرحل.. سأموت على هذه الأرض ، وبندقيتي في يدي.... أيتها ( الجرذان )...
خرجت ثائرة من صفوف الشعب، وهزت في وجه الحاكم لوحة، رسمها رسام الساحة الحمراء تظهر الحاكم في صورة امرأة لعوب.
ثارت ثائرة الحاكم، أرغد وأزبد، توعد وهدد، ثم أمر بإطلاق نار غزير على المتظاهرين.
جاء صوت من الخارج، يبدو أنه غريب، صوت كالرعد، قال للحاكم: عليك أن ترحل الآن وإلا...
كان الحاكم قد أصابه صمم.
وأصبح كالمجنون يهذي بلغة غير مفهومة، كانت النار تخرج من حنكه، وهو كالهائم في صحراء خضراء يبحث عن كتاب الإعدام الذي دمره الشعب.
شملت الفرحة زوايا الساحة الحمراء التي امتلأت بنشيد الحرية والتحرر من جنون الحاكم وجبروته.