(إلى ولدي محمد زكرياء )
ُصْرُخْ...
تَكْبُرُ أَشْجَارُ الفَرْحَةِِِِ في قَلْبِي
حينَ صُراخُكَ يَمْتَدُّ يُغَطِّي أَرْكانَ الْخَيْمَةِِِ
(كَمْ كانَتْ هَذي الْخَيْمَةُ
مَلأَى بِتَراتيلِ الأَصْداءْ)
اُصرخْ.. حتى تسمعَ غزلانُ البيداءِِ صراخَكْ
اُصْرُخْ .. إنَّ حَياتِي تَزْهَرُ في وِدْيانِِ صُراخكْ
اُصْرُخْ .. اُصْرُخْ..
كُمْ كُنْتُ حَبيبِي أَحْلُمُ أَنْ أَسْمَعَ صَوْتَك
يَأْتينِي منْ جَوْفي الْمَنْخورْ
اُصْرُخْ .... اُصْرُخْ .. اُصْرُخْ..
****
أَكْرَمَنِي مَلِكِي وَحَبِيبِِي
أَكْرَمَنِي إذْ تَوَّجَنِي بِخَريرِ صُراخك
تَوَّجَنِي وَأَنَا نَهْرٌ بَدَأَ الظَّمَأُ القاتلُ
يَغْزُو شَفَتَيْه العاريَتَيْنِِِ
كَريمٌ مَوْلايَ.. كَريمٌ..
اُصْرُخْ حَتّى تَعْلَمَ كُلُّ الأَطْيارِِ
وَكُلُّ الأَشْجَارِِ
وَكُلُّ الأَحْجَارِِ
بِأَنَّ لِمَوْلايَ يَدَا
لا تَنْسَى أَحَدَا
اُصْرُخْ..لا تَخْشَ حَبيبِي أََحَدَا
****
زَكَرِيّاءُ
لِمَاذَا إذْ تَصْرُخُ يَأْتيكَ الغَيْثُ
وَإذْ أَصْرُخُ يَأْتينِي السَّوْطُ
أَعِرْنِي صَوْتَكَ يا زَكَريّاءُ
أَعرْنِي صَوْتَكَ حَتّى
تَتَفَجَّرَ أَغْوالُ رُعُودي الْحَمْرَاءِ
أَعرْنِي صَوْتَكَ حَتّى
تَهْتَزَّ عُرُوشٌ منْ هَوْلِ القَصْفِِ
وَتَنْخَرَّ قُصورٌ مِنْ هَوْلِ الْخَوْفِِ
أَعِرْنِي صَوْتَكَ يا وَلَدي
حَتّى أَغْسلَ مرآتِي وَمَرايا بَلَدي