أوقات تتثاءب بيقظة-محمد عبيد (اليمن)
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
شعر

أوقات تتثاءب بيقظة

  محمد عبيد    


1- لم يمل بعد

من صحوة ينهض لينام
يتثاءب بيقظة
ويحلم بغسل وجهه
برائحة قهوة لم تبرد
في صباح يمضي
كشمس خرافية
تغري الأمهات
بنشر الغسيل باكراً
والتلاميذ
باختصار جداول الحصص..

سيرش السلام
على البنايات اليابسة
وأصدقاء دون ملامح
يركضون في نهار
أو نساء يتعثرن
بنظرات العابرين..

يقرر النوم ليصحو
حسب المزاج
مثل شاعر يحترف الموت
أو خاطرة استدرجتنا إليها
كصلاة تؤديها أم تحب الله
كحبنا للسجائر
أو أكثر..

قد لا نتخيل
أن المزاج السكران
يثمل بأغنية لإديث بياف
ربما نستغيث
ونستنجد بدعاء
ليكون وسيطاً
لسماء أكثر صفاءً
من الماء المعالج
بأحدث وسائل التحلية..

سنكون أكثر لذةً
من حلوي العيد
في آخر مرةٍ ذقتها
قبل مصادقة اليتم..

هو خلاص من موت
احتراق سجادة
أطلنا عليها السجود
ولم نلبث أن عاودنا الموت
الذي كررناه أكثر من مرة
الموت الذي مللناه
لكنه
لم يمل بعد!


2-موت في المجاز


حسبي الله منك أيها الشعر
في بياض الوقت
أنمحي برائحة قهوتك
أقيس زوايا الغرفة
ألملم قهقهات أصحاب
كانوا هنا..
كم أمقت الموت
والدائنين
الكون لا يوازي
اشتياقي لأمي..
أحتاج اقتراض أصدقاء جدد
يشاركونني الهزائم
عشيقات أغرم بهن
كنساء حقيقيات
كقصائد أضمنها
مجموعتي الجديدة
يلزمني
مزيداً من السخط
لألعن حظك
يا محمد عبيد
وأدعو عليك بالخذلان
كولد عاق
ثم أبكي
مثلما أفعل في حالات
مشابهة..
يلزمنا أن نثور
كأشياء كثيرة
تثور علينا
في مدن تحترف الثرثرة..
لنمقت هذا الغياب
حين لانجدنا
حيث كنا منذ لحظات نُغني
فلا نعد نرانا
ولم يعد بإمكاننا الاعتذار
عن حماقات فائضة
سنحتاج أن نكتب
شيئاً جديداً
عن موتنا
عن أصدقاء في المجاز
أحبة خارج الكلام
داخل المعنى
ينامون دون عشاء
ويلفظون أنفاسهم
في غرف مظلمة
هل سأحصي ما التهمه الموت
من الشعر
ومن الأصدقاء
الذين استنطق أيامهم
وأنا أرقب موتي
من بعيد..?




3-عن دخان يثرثر


ببقايا نعاس تنهض الصباحات
على غفلة من النافذة،
ذهول الشاعر في المقهى
نهار آخر يتسع
الدخان يثرثر:
عن مظاهرة للطاولات
ضد لاعبي الورق،
عن البياض
الذي كنسته الدهشة،
عواء الجدران
في ساعة قائظة
من الليل،
الشمس التي تنهض
بمانفيستو الحرية،
الله الذي لا يحبه
تجار القمح،
الكتب المفضلة للمضاجعة،
المدية المحتفية بدم،
الغرف التي يتذكر فيها الموتى
حاجتهم إلى التثاؤب،
قصائد الهايكو،
النابالم،
نشرات الأخبار،
غاز الأعصاب،
الأدوية الفاسدة،
التفكير الذي تصاحبه
حكة
في الجلد..
….. . . . . .
. . . . . . . . .

القصيدة اتسعت
صارت برية.



  mobeid20@ashiaa.net
  محمد عبيد (اليمن) (2008-09-20)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

أوقات تتثاءب بيقظة-محمد عبيد (اليمن)

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia