رويداً رويداً أتيْتُ
أجرُّ النّدوبَ
وألعقُ سُمَّ الغباء
تسافرُ ريحي ، وآذانُ قلبي
على كلِّ باب…
أتيتُ لألعنَ تلك الجرائدَ
تلك السنين التي حمَّلَتْها
بريح النّفاق …
وأزكتْ لظاها على كلِّ نابٍ
وفي كلِّ يومٍ يطلُّ علينا
حملْتُ إليها صديدَ الجِراحِ
صديدَ الحروفِ الغريبة …
أراها تبوحُ بذلِّ السّؤالِ
تبيع ضفائرَ شَعْرٍ كسيرٍ
سَبْتهُ المسافاتُ بعدَ ضياعِ الحقيقةِ
وموتِ البنين …
* * *
رويداً وَضَعْتُ الجفاءَ
وضعتُ القصائدَ
قبل رحيلِ المغيب
أجيء الى خاطري في المساءِ
أقبِّلُ لسعَ العتابِ
وألثِمُ عوسجَ قلبي
لأجمع ريحانَ بوحٍ
يقاتِلُ حتّى يجيءَ الرّبيع …
أجلْ فالطّريق يبابْ .
وكلُّ الأماني ستطرق ذكرى المخاض…
ستطرق بؤسي
وتصنَعُ منهُ رصيف انتظار …
* * *
رويداً … رأيتُ الدّموع سلاح الجناةِ
سياج البغاةِ الذين
أباحوا الظّلام …
وخبزَ اللّصوصِ وقد كبَّلوهُ
بدمعِ الصّغارِ
رأيتُ البهاءَ يدنَّسُ ،
تسقطُ منه النقاوةُ بعد الصّلاةِ
وقبل الصلاةِ يُلاك البياضُ…
وصحوةُ أمّي أمامي
وشيبُ ضفائرِها يذرف الدّمعَ
يحكي بكلِّ الّلغاتِ الشّفيفةْ …
وما زلْتِ صمَّاءَ عمياءَ قبل الصّلاة
وبعد الصّلاة وعندَ تلاوةِ
أمِّ الكتابْ …
وما زلْتُ جمراً على قارعات الجفونِ
أجَلْ, لم تعدْ للصّلاة ثيابٌ
تعرَّتْ أمامَ السّهامِ التي
تستبيح البراءَ ه …
ظنَنتُ السّنينَ ستقدرُ يوماً
ستقدرُ غَسْلَ العفونةِ فيكِ
ولكن طباعَ اللئامِ تبثَ سمومَ الولادهْ
إلى أن تموتَ البداية…
فراحوا يبيعون وعظاً وحرفاً
يبيعون كرهاً وحقداَ …
وماذا ترى بعد هذا الوصال ؟
وماذا تقول لإبليسَ عصري وبيتي ؟
لشيطانَ خبزي وقلبي
وأنتَ تراه يمثِّلُ دربَ النقاءِ
يعبِّدُ جسر الخلاصِ
…* * *
رويداً وأنت تراهُ يصوم ، يصلِّي
ويرفع صوت البراءة …
ولكنْ تراهُ أمامكَ باعَ العشيرَ
وباعَ الصّديقَ
وأزكى الّشقاقْ..
رويداً أصوغُ الوقائعَ
أجمَعُ كلَّ الغصونِ
عساها تعيدُ السَّناءَ
فأخشى عليها
فلستُ المصدِّقَ عيني …
ولَسْتُ المصدَّقَ
لو جاءَ كلُّ الشّهودِ وحلَّفْتُهمْ
أنّني سوفَ أبقى عدوَّ النهارِ
عدوَّ الحقيقةِ
تلك التي ليس فيها غبار .
فليس أمامي سوى أنْ أغرِّدَ فرداً
عساها تقومُ القيامةُ قبل انقضاءِ خريفِ الفراق …
*****