فلسفَة الحُب-أحمد حضراوي– بروكسيل - بلجيكا
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
شعر

فلسفَة الحُب

  أحمد حضراوي    

هل هو الحب الذي أضنى حياتي        أم عذاب الحب قد أفضى ِسمـاتي
يــا ضنـــــين الحـب إنّــــي واجـم        و حديث الهمس بـوح من أناتي
جاد كالأطيار قد هامت شـدا                 في قفار الأرض أو وادي الرّفــات
لهفـــا منّـــي سرى شــوق لـظـى        كي تحسّيني فما تجـدي رجاتي
معــك القلــب تنــــاءى ســــادرا        قد تغنّــى لحـــن شــوق للغنــــــاة
مثل قيـس هــام في هـــذا الثـرى        ضمّ لـيـــلاه إلى فـكر الـشـتـــات
يقتــفـــي الآهـــات إثمـــــا حالمـــا        و أمــانـيــــه أمــانـــــي مقفـــــرات
يقتفــي الأيــــام طــالـت نحـوهــــا        ليعود الأمس من رمـس الممـات
ربمــــا يحنـــو علـيـنـــــا عـطــفــــه        من مرير الوصـل في حضن الشّـكاة
فيطيـــب الـــكأس مـن نـبـــع فم        و الهـوى يسري لدينــا يـا فتـاتي
ظـــل في قـلبــــي ســــؤال ثــــــائـر        ظل عهــدا في خيــال الذكريـات
و طــوى الأيـــــام كانـت حـــــيرة        لخلاص الفكر في سلـوى غداتي
كيف ذاك النبض أمسى وهجه        كل دنيــانـــــــا و أنـغــــــــام الـرّواة
رســم العمــــرَ جمــــــالا سحـــرُه        و اعتكافـا للهــوى خـدر الهُنـاة
ثم أغــرانــــــا بـســــــــير نحــــــــوه        و كلانــــا كان مــن بــين المشــــاة
أتســـيريــــه كمــــــا قد ســــــرتــه        لا تملّي من عيــون الشرذمـات!
فأنــــا أمشــــي و لم أهتـــم بمــــن        نبحــوا فيـــه سفيــــه الكلمــــات
تـنـعــــــق الغربـــــان للأطـــلال إذ        يحتـوي الليل الرمـوس المــوريــات
و أرى حـبــــــا كـزهــــــــر آلـــــق        في رياض العمر حلـو المـعجـزات
و فـؤادا في حـيــــــاء قــد بـــــدا        يطـرب الأحـلام أنـدى الخفقــات
نحــوه قد ملـــت لـكن ساجنــي        شوكه صمتــا رهيبـــا كشقــاتي
فيه صمــت ظل يذكي حسنـــه        ليت يفضي ما أحــالت للسّكات
أحيــــاء ذاك أم صمـــــت ثـــوى        في خـدود قد تبـــدّى وقــــدات
حير الوهجــات في صدري أنـــا        و استمال الريب في خفق النّـواة
للـهــــوى أدعــــوه لــكن لم يُجــب        من فــؤاد لاهــــث بالأغنيــــــات
بعدمـــا قد خذلـتنــــي جئتـهــــا        في حضـون الليـل من غير اكتراث
دمع عمري فاض كاسات أسى        ما انجلت سكرا و ما جفّت كســاتي
بينهــــا سلــــوى عــــزاء للهـــــوى        كان في الذكرى خيوط اللفحــات
سـرتِ قربـــي في عزاء بــــاعث        كلّ آهـاتـي و هل تحلــــو أهـاتي
سـرت قربـــي في عـزاء مبتلــــى        بعيــــون نبـشــــت في غفـــلاتـــي
نبشـت ســرّا قديمـــا قد طــوت        و سط رمس ليس يُدنى للشفــاة
و يــدي ذابـــت بـكـفّـيــــك و لم        تنـهــر الأشــواق هلّـــت بانفلات
و الهـــوى تـلهـــــو بنـــــا آهـاتـــــه        لهْــــو حــاخــام بأركان الصــــلاة
قد رجعنــــا و ارتقبنــــا فجـــره        بعـد ليـل كان من أحـلا سبــات
في ضيـــاه الخطـو ظلـت عذبـــة        في طريق الحب في أهدى الهُداة
نرقـب الـبـسمـــة تـــأوي نحـونــــا        بعـد بـين البعــد عن روح الـهـواة
و اعتلت أحــلا المعـاني شفتـي        بعد عهد الصمت في بهو الدّواة
عندما أدمى الخطـا شوك الأســى        قلت هـذا الحـب صـون للأبــــاة
فاخفـض الوجــدان للخــلاّق أن        نهتــدي منــــه لشطـــآن النجـــاة
حبّنـــــا في الله يهـــــدي أفـئـــــدا        لارتـــواء من خريـــر الحـب ذات
إنهــــــا ظمـــــــآنــة مثـــــل الثــرى        جادهــا غيث هيـــوم من فرات
يـا حبيبـــي حبّنــــا للخلــــد قد        أشرع الآمـال في سُمـر الصفـات
مــا تفيــــه الأرض بحـرا أو ثـرى        أو سمـاء الكون أو حلـم الغفـــاة
فهْـــو تسبيــــح قلـــــوب بدجـــى        و هـو عين الشمـس ترنـو للفــلاة
و بدور الليـــل و الـنّجــمُ هـــوى        و غناء الطير عاشت شاديـات
و خـريــــر المــــــاء في أنـهـــــــــاره        و زهور الروض في عرش النبـات
و هطول الغيث من أعلى سمـــا        و قوافي الشعـــر في نظـــم الــرواة
و هْو ماضي العمر في هذا الــورى        و هْــو دمــع في عيـــون باكيـــات
و الغــــد المــوعـــــود بالأفراح بل        و الهدى المجهـول في غيب الحيــاة
فتـــــــــأمّلت زمــــــــانا بيننــــــــــا        كان مكّــــارا بأرواح العظــــــات
و دروبــــا نحــن قـد كنّــــا بهــــا        ريشة هيفـاء و الإعصـار عـات
و سبيــلا طال شــوكا جارحــا                  لخطـى تخطـو بدرب المعصـرات
و هوانـــــــا بينهــــــا يــــا لـيتــــــــه        يتهــــادى مـــع نــــور الفـجـــر آت
حبّنـــــا في الله مــــا أعـظــمــــــه        ليت يُروى من وثيـق العهــد ذات!



 
  أحمد حضراوي– بروكسيل - بلجيكا (2011-04-12)
Partager

تعليقات:
سنااء /بلجيكا 2011-04-18
قصيدة رائعة تفيض بالمعاني الراقية هنيئا لك
البريد الإلكتروني :

أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

فلسفَة الحُب-أحمد حضراوي– بروكسيل - بلجيكا

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia