بحجم وطن تنهشه الثعالب-بوشما حميد - المغرب
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
قصة/نصوص

بحجم وطن تنهشه الثعالب

                            1 )أميرُ الثعالب
 
<<على الأمير أن يجمع بين قوة الأسد ومكر الثعلب>>. ميكافللي

التقيا صدفةً جانبَ النهر وظلاَّ يتحدثان عن وريقات الصفصاف  الرمادية، وعن بقايا صرَّارٍ ملتصقة بجدع شجرة دردار .. وعندما ظفر بقلبها دعاها لجلسة شاي.
ـ سأموت، ردَّت السمكة بحنو وسذاجة  ثم ودعته واختفت تحت الفقاعات، حينها تذكر مَلِكُ الثعالب أنه لا يجيد السباحة، وأنه لا فائدة في سلطة لا  تتخطى حواجز الطبيعية، وانصرف وهو يلعنُ ميكافللي بخجل.

                                                                                                                           
2)همس القبور


    طلَّ برأسه من تحت غطاء ثقيل و صرخ :<< أمَّاه اُنظري ما يحدث في تونس ومصر وليبيا، وفي اليمن وسوريا والبحرين فالمغرب...واا>>.
جرته بعنف، وغلقت الثقب وهمست:<< صَهْ.. فحتى وقت قريب كانوا ميتين مثلنا، دعهم يصنعون تاريخهم فالولادة تأتي بعد مخاضٍ عسير>>.                    
  المرأة التي كانت تلْتهم أبناءها السيدة السلطة العربية؛ قرأتُ على شاهد القبر.            
                           
        3                             حمقاوات

قِصَصي الحمقاوات، كلما استلقيتُ إلاَّ واجتمعن حولي في فخفخة ناعمة.. يَسخرنَ من شهيقي وزفيري.. يفركن أطراف عيني بيأس ، يعبثن بأرنبة أنفي، يقهقهن عن رداءة إبداعي. ونكايةً فيهنَّ كنت أتمادى في شخير

                                (4) عقدة السيطرة

أوصوه بالصرامة  منذ الوهلة الأولى، وليُرعِبها في ليلةِ الدخلة خبط قطه البدين بعرض حائط المبكى ، وبتوالي الأيام، تناسخت  قطط   كثيرة، صارت تجوب حجرته جيئة وذهابا...
 وفي كل غفوة كنتُ أراني قطاً منتوفا يقفُ أثرك أينما حللتِ وارتحلتِ، مواءُ قططكُ بذهني يُزعج طيور السماء التي ظلت تتخاطف خبزاً، كنتُ أراكِ تحملينه فوق رأسك دوماً، وفي المرة التي حاولت أن أهش عليها أجهزت عليك خطأً . واليوم بعد عقدين سجنا، أتيت لأدر تراب قبرك على وجهي ندما واعتذارا...

                         (5 )مائة سنة من العُزلة

    سمِعتهُ عندَ بابِ حجرتهما يرددُ بهمس: » انتظرني « ، ودَّت استفساره غير أنه قبلها بشفتين باردتين وتداعى في حضنها، فهمت أنه رحل رفقة ضيفه.. استرجعت أربعين سنة من العقم، أغاني أم كلثوم ، طائر أيكه... فقررت مرافقته عبر النافدة العلوية.
 بعد ستين سنة اقتحموا حجرتهما، فلم يجدوا سوى مذياعا يحتضر، وصورة حائطية لحواء وهي تنتحب.



 
  بوشما حميد - المغرب (2011-04-15)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

بحجم وطن تنهشه الثعالب-بوشما حميد - المغرب

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia