بيادر العطاء-محمود أسد - حلب - سوريا
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
شعر

بيادر العطاء

  محمود أسد    

ستّون تمضي للظّلام أبدّدُ
ستّون تحملُ غَيْرتي ,وتصوغُها
ولمَ المقولةُ :إنّه متقاعدٌ
العمرُ جاءَ مُسائلاً ومعاتِباً
حمل المشيب ُمراكبي ,فتصاعدتْ
أرنو إلى مُقَل الشّبيبةِ حائراً
ستّون في قطف العلوم وغرسها
ولمَ التقاعدُ صوّروه نهايةً
 هذا الطّريق بداية ٌلتوثّبٍ
ولمَ الحديث عن التقاعد مضّني
أسُّ الخلودِ معارفٌ وبيادرٌ
ليس المشيبُ سوى ملامح عاشقٍ
ليس الزّمانُ سوى صحائفِ عارفٍ
إن غابَ عنكمْ فضلُهُ,وضياؤه
قد ضلّ عن وعي الحقيقة  ثُلّةٌ
نحن الألى من غرسِنا عبقُ المدى 
بين المقاعدِ والدّفاتر رحلتي 
القلبُ في درب العطاء بذرتُه
وسعادتي بين الورود بثثْتُها
كم سرّني همْسُ الكتاب ونبضُهُ
لمَ لامني ذاك الجهولُ؟ ألأنّني
لم تنطفئ ْمُهجُ اليراعِ , ولم تغبْ
كم هزّني وجعُ الدّروسِ, ولسعُها
سنواتُ خِصْبي  في العقولِ  أريجُها
أُصغي إلى النّظراتِ , توقظُ عبْرتي
أحظى بزهْرِ الحبِّ حين يضمُّني
طبَعوا على الخدّين حقلَ مودّةٍ
إنّي رددْتُ العمرَ من أحلامهم
ستّون والنّزفُ الوضيءُ مناهلٌ
ستّون تكتب باليراع مسيرتي
زُهْرُ المعارفِ رغبتي وحديقتي
ما كنتُ يوماً للصّفوفِ بكارهٍ 
ستّون والأيّامُ تنسجُ صبْرَها
والنّهرُ ضنَّ على مشارفِ ضفَّةٍ
فتغيّرتْ قيَمُ المعارفِ وانزوتْ 
الغارسون رأَوا سعيرَ تشتُّتٍ
تشكو النوافذُ والمناهج ُ عُريَها
إنّي مضيتُ , وجُبْتُ كلَّ مفازةٍ
فوق الصّخور أسيرُ, أزرعُ وردةً
سنواتُ عمري للبلادِ وهبتُها
شمسُ التّقاعدِ أشرقتْ في مهجتي
النّاسُ في بحبوحةٍ من نورنا
 
 

 
 
 
 
 
 
 

 
 
 
          ستون ترفلُ ,والعطاء مجدَّدُ
للسّالكينَ مناهلاً ,لا تنفَدُ
والقاعدون تكاثروا وتجمّدوا
هل في التّقاعدِ تهمةٌ وتبلُّدُ؟
شُهبُ العطاء,ولن تراها تخمَدُ
فالقادمون إلى الحقيقة جُرّدوا
والناظرون لحُسْنها لم يزهدوا
فهو البيادرُ ,والبيادر تُسْعِدُ
يعطيك فيضاً من علوم تُنشَدُ
بحرابه؟ هذا الحديثُ مُنَكِّدُ
من شهدها  أجني الضّياءَوأرشِدُ
وهو السّحابُ ,وللأراضي يرفِدُ
قرأ الكتابَ,وللرّبيع يُغرّدُ
فالنّور منه مرافئٌ وتفرُّدُ
ظنّوا الظّنونَ ,وبالخمول تصفّدوا
فانعمْ بحصدك ,والحصاد مُخلّدُ
وهي السّعادةُ لي , وقلبي مُجهَدُ
فضلا ً مُشعّاً ,نصطفيه ,فنُحْمَدُ 
 أرضيْتُ ربّي ,والضّميرُ مُوسَّدُ
أحنو عليه كوالِهٍ ,يتودَّدُ
للقادماتِ أعيشُ , ثمّ أُمهِّدُ
عن مبسمي سُحُبُ الرّجا ,والموعد
لكنّني للقادمين أُعبِّدُ
قد أثمرَتْ جيلا ,يُضيءُ ,ويصعَدُ 
هي موئلي , وهي البريدُ المُسْعِدُ
يا فرحتي ؛إنّ الشّبابَ تسيّدوا
وتزاحموا للمكرماتِ , وشيّدوا
كالطّفلِ يبسمُ للحياةِ وينشُدُ
للظّامئين , وبالفساد يندِّدُ
فمراكبي حبٌّ, وروحي موقدُ
هي منبعٌ , والظامئون تزوّدوا
آتي إليهاعابداً, يتهجّدُ
الرّوح تسمو ,والمدارسُ معبدُ 
جادتْ بحبٍّ, يُستباحُ ,ويُنْقَدُ
فانهدَّ جسْرٌ للعبور مجنّدُ
يأتي كبركانٍ , وأنّى يُخْمَدُ
حقلُ المعارفِ بالضّياعِ مُهَدّدُ
لم أستكنْ,كالعندليبِ أُغرِّدُ
لا أرتوي إلا بكشْفٍ يولَدُ
حسبي بأنّي هادمٌ ومشيِّدُ
فنسجْتُها خيراً ,وربّي يشهدُ
أرجوكمُ فالعلمُ ركنٌ أوحدُ
 
 
 



 
  محمود أسد - حلب - سوريا (2011-04-16)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

بيادر العطاء-محمود أسد - حلب - سوريا

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia