الأقدام المفلطحة-الزين نورالدين- الجزائر
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
قصة/نصوص

الأقدام المفلطحة

  الزين نورالدين قاص وروائي من الجزائر    

مدخل:
أيتها العيون الطينية لما لا تريدين صبايا يداعب نصك بأصابعه البضة. سأذهب أو ينتحر على أشلاء الخرقة درويش أزرق يحفر الشعر على رصيف الحكاية لكن طبل عرافك صوت يتمركز على حرفي شفتيك الصغيرة* ! 

يا واحد الكلب ! ولد الكلبة !!
البرد والموت سكنا عظامك الهشة و مازلت بعد لا تستحي من أسمالك الخرقة وجهك يركب ألف حكاية في حكاية و في كل حركة له حسناء تستكمل الحكي على أبراج الشلالات ,و الجداول . يا واحد الوقح !! لو كان يعلم عليلو ما سيجر من ورائه لشنق نفسه حبلاغليظا على جدران بيوت الطين أو ربما لقطع لسانه و سمل عينيه بنفسه أو ربما لعتق من الامارة ألف رقيق و ذ بح ديكه الاسود عشاءً لهم .
-سئم وأوصد المسعودي مجلده بكامله. و بعد أن سربله كثيرا الملل اعترف و قال الكثير للحنين و لخادم وزيره مسكينا حكايات كثيرة ملئت فمه و زحفها المطلي بسواد الكهوف الصامدة مند قرون الامبراطور ديكوس و الثلاث النيام رفقة كلبهم بوصدته المحنطة, بالرغم من ان عليلو ورفاقه لم يكونوا حتى و لو نطفة واحدة لان ترتيب الارقام نفسه لم يكن في ذاك الوقت و حتى الاسواق باعلامها التزيينية اختلطت عليهم بدايات النهاية و كل بداية لها خط يمزقها قوال بحلقته بقوة و بحسب عمائم تلك الوفود من العشائر المستوجب لهم زيارته كل عام.
-    أوف !!
أعدتها ادن !! من الصفر كالعادة لك حبي ثم حبي !! فان كانت غدا الليلة
الثالثة فابعد عني لسانك و أصابعك و ان لم تكن فالليالي السبع لا اود سماعهم … !! منك انت بالدات و انا ساخنة ارجوك فلا تحاول ارغامي على دلك .. !اردف و دون مكترثا بها مواصلا : و مهما كان يبالغ في ترطين كلامه المتداعي … و ثم دفعت شرذمتي داخل جراحي النزيفة متاعب غبية فوقي اتدكر ولكن احترافي كان ضعيفا جدا… ادور هكدا حاملا هزيمتي الهت انتشل على نية فارغة كاعجاز تخيل تود الركض خلفه بهدوء … توقف , ثم ردد مسرعا بنشوة الحقد :
الاقدام عائدة من ندوب صحراء مجهولة … !
اودع راسك بين ثناياك … كم من مرة زعمت ان عطب يدك هده يسحق العالم … و يسراك تدون و تكتب , ثم تحاول ان تمص شفتي بلقيس و انت بكهفك تعصر تتلدد بجسدها الرخو تداعب صدرها يشتعل لهيبك تضمها جيدا يسقط يتقاطر …تتراخيا معا و تلح مقهقها صوبهم بصلعتك الجربة <<مائة عنق و تسعون خنجرا حالا و تماما مع …>> غير ان بداخلك دهليز . الرعن بدا يرغي كلاما بعيدا و لحظة اليقظة المسيجة صراخ يهز كيانك استفزتك لحظتها قدم فصلت من شدة الحر طويت الرسالة بسوائل حبرها خائرا تدمر مفاصلها تمزق نصفها تنأ عنك مرة اخرى نبأ مؤسف تعنت , و لكن تقهقرت ككلب شعر بدنب صاحبه علية يطعن ظهره وديله يبصبص .
-    لا حول و لا قوة … كان بامكاني أن اكون شيخ الدوار و الكلام معي مند الان … زعقة مرة كالعلقم .
عاد اليك الطفل من داخلك الان رق شعورك بدا يحرك حفنة رمل من بن طلحة يملآ يديك تبللا معا لعبتكم الاخيرة و بكل سخرية ترصصا بيوت الطين على حجمك و هدا عرشك نجم هاو يرتطم من شجرة الزقوم صدى هتلر انتظر الفرصة كثيرا … فكان صوته زفرة تهز ولائم البر فوق الصخور المقعرة … كانما بها مس من تنهيدات البحر .
ها هو دا مثل الجمل يحمل معاناة الفقر و يتقيء هيجان رحلة عاقر على اليابس فوق ملايين الرؤوس الحلقة … لفته و يتعدر عقربا الساعة العالقة بوجه المدينة … برنين حزين كبيدا موريتانيا .
 - لما البحر يمد لك اعترافاته الان … بعد ان هرمت دوامة رهيبة تقتفي أثرك ترمي بنفسك عمدا , نحو أماكن رغم أنفك جدران الشوارع تعانق بعضها … وحشة الخريف تسقط أوراقه حزنا … ويحك رغم قصفهم المكثف فبغداد لم تسقط , دلك مجرد حركة خلف ستار الخشبة … هدا الانف لا يمسه التراب أبداصاحبه مجرى دم عربي و بداخل جسده يتكوم رجل يمارس على شاربيه مسدة العمر الخادعة                        
                   -الا تفهم كلامي من أي قبيلة انت ؟
أقدم مفلطحة معكوسة تركض رهن الخيانة تستلد باي غربة تربتنا ام رؤوم تحت الحطام أفكارك تهور القى بك بعتبة باب يدكر بنحيب … ليلة مثلجة جدا .
لباس يتدثر هلعا … السرقة تضم عارا في البعد كنت أتحسس هجع معنا قليلا بيد اننا لم نكترث به حدجنا مرة واحدة :
- أية جهة تحب ؟
 حبست ضحكت صديقي كادت تنفجر حارتنا حبلى بتشوهات دفعة واحدة زقاق ضيق كان يتشاجرون فيه النسوة دون سبب على الجانب يقبع درويشا شيخا طلبوا دار بينهم دينارا جائعا سكن القلوب شق السموات السبع شهاب ضاء و دبابيس لمعة تجابه الوجوه الشاحبة طل من وراء السيارة صليل المفاتيح و الدراهم في الصف ضابط يعبر الرواق المؤدي الى باعة السمك.
                 اقفز يا حميمو … الى هناك !
 لما تحدق في بهده الصفة … لقد ثم كل شيء اغمض امسح عينيك من عمش الامس و استسلم لرمدة الزمن … مادا اقول له … ابشره باقتراب المنفى يطبعني بكاملي نعم يطبعني كلام ما فيهش إثنين يا خو !
*02*
ملامح موعودة تشق العاصفة غضبا عطش يزمجر السماء في ليل حالك اللحظة يهجر رشاش يتفرس من جديد … طلوع يتامى خوفهم حاجز نفسي يغمد جراحات . دوات تسكن وجها تحوم على رفضه بعوضة تؤمن الجرب مجانا .
-    عد رسم خريطة العالم جيدا … و انسف من على الرسالة خطوط الفحم العالقة بالقطب الشمالي … اليد ترعش الجسد عدة مرات أشكال تتسارع عقب السكاكين كوة تعج بانتشار مرافض طويلة الادانة للاسف ضاعت مني كل خطوط فكرتي الاولى .
يا السي قر مط الله يخليك أمازلت … ؟ و كنت مهوس بحقائب السر في عياء… و غفرة السياج المثقل بسن الرحلة … لفعتني نسمة باردة أسدلي شمر الخيمة هده الافكار لوثت دمي زمجرت حنقا :
-الحسين ؟؟؟؟ .
حزت غضبها في صدري السكير الملقى باسفل البناية يكون قد ثقب ساعده بالابرة لوشم حبه المهدر من اجلها … تدكرت همس البارحة بادني و لحيته الوخزة مرت القضية خرسة و على احسن ما يرام وبشهادة كل خصومك بما فيهم المتعاطفين معكم و المنشقين عليكم ليلة مكيدة أمير ولاة الجهة الوسطى مهزلة موجعة و الآن ما عليكم إلا أن …‍‍‍‍‍‍‍‍ ‍‍‍‍‌‌‍‍‍‍‍‍‍‌‌‍‍‍‍‍‌‌‍‍‌‌‌‍
‍‍- عهدي بك على غير هدا …
ازداد شرر غضبه من هدا الحكم آسفا:
وسع من صدره بكل شجاعة وأشار لخلفه أن يأتوا بمن يحمل رسالته اليهم احضر واحدا أصيب بالصم والطرش من جراء هلع ليالي سقوط غرناطة وهو نفسه من أتهم بالمتاجرة في الحشيشة وجزء من شظايا حديديات مسننة مازالت مرغة بروث أحشاء الخلق كتم واحدة بقماشه وألقى بالآخرين صوب أشلاء لم يزل لغطها وعويلها بادئ أثرها في كل شيء ثم قال هدا رسولي اليكم وقد حان وقت  الفرج مباشرة عقب نيتنا الحسنة منا أو منكم أو من أي قبيلة أو من أي بركة غيث قد يأمر بها بابنا بعرشي أو من أحدكم رحمة بهدا الشعب تفقد السي حمدان أنه لن يستطيع أكل طعمه لوحده رغم بركته ولو كان حاضرا معه كل أحفاده ومؤيديه:
ـ هيا أدخلوا أفواجا اتركوا نساءكم باحة لحرسي العزيز مع أني أعلم أنكم تعرفون تماما معنى كلمة باحة أي لاحرج أن يرعوهم طوال هدا الحنين الى أن شئتم ثم << كولوا واذكروا نعمة الله عليكم اد كنتم أعداء وألف بين قلوبكم… >>
ـ جميلة أنت خنسائي لوحدي فلما لا تنسين زعجة حلم الليلة المائة بعد الآن…
معذرة عن كل ما فرط مني لن تضعي هدا الحمل قبل أن آتيك طيفا لمساعدتك وأكيد ليس لي سوى هده الظفائر الرقيقة… مفتولة على شرفتك تماما بعدما أمدوهم بزحف ناء فتح يديه من عرق الحبل رأى نفسه يمثل على خشبة المسرح وهو يزوبع مقاطع زغرودة لأمكنة بدأ يبكي ثم يبكي ويهتز دون دموع وعلى قسماته وجه يدفن المآسي وينسج سفر لأمرأة لاتحب أحلام الفقراء، سحبت عنه الغطاء ، وقالت:
      << أنصت هاهي أثر أقدام سوداء تبصق كآبة الزمن خلف بيوت الطين الرطبة>>

 Zine.nourrddine@yahoo.fr
* مدخل قرائي فلسفي من استوحاء الكاتب نفسه.


الفائزة بالجائزة الأولى
من المجموعة القصصية بعنوان :رائحة الوشم



 
  الزين نورالدين- الجزائر (2011-04-16)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

الأقدام المفلطحة-الزين نورالدين- الجزائر

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia