مسرحية "أنا حرّة" للفنانة الفلسطينية فالنتينا أبو عقصة بحيفا-أسامة كراجة – حيفا- فلسطين
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
متابعات

مسرحية "أنا حرّة" للفنانة الفلسطينية فالنتينا أبو عقصة بحيفا


بدأ الجمهور بمدينة حيفا رويدا رويدا يتوافد على قاعة مسرح الميدان حيث عرضت مسرحية "أنا حرّة" حتى امتلأت القاعة بما يقارب 250 شخص.
المسرحية نتاج لبحث طويل من قبل الفنانة فالنتينا أبو عقصة عن موضوع التحقيق مع الأسيرات الفلسطينيات في السجون الإسرائيلية استمر لمدة عام. كانت الصحافة قد تابعت المشروع طوال الفترة ونشرت كافة المقالات والمقابلات فيما يتعلق به.
في حيفا كانت الصورة تختلف بعض الشيء حيث مكان اقامة الفنانان فالنتينا واياد شيتي وأيضا تعتبر حيفا مدينة المسرح العربي وأي عرض مسرحي في اي مدينة اصبح متعارفا عليه أن يتم عرضه بحيفا كي يصل لشريحة أكبر من الفنانين. غير أن كان من اللافت أن عدد المسرحيين الذين حضروا لم يشكل نسبة 3 بالمئة ، وكان الحضور معظمه من كافة فئات الشعب من متابعي المسرح ومنهم أيضا من غير ذلك.
وتباينت ردود الفعل بعد العرض من قبل الجمهور .. أكثرهم تفاجأ بجرأة العمل والأداء مع إبداء بعض الملاحظات ومنهم من لم يكن لديه ما يقوله من عظمة ما شاهد وأنا منهم.
لنتحدث عن المسرحية قليلا قبل الخوض فيما بعده. المسرحية عبارة عن ساعة تحقيق مع أسيرة مكبلة اليدين والقدمين مغمضة العينين .. يتم رميها بعد فك قيودها الى غرفة التحقيق، وتبدأ عملية الصراع الفكري بينها وبين المحقق الاسرائيلي كي ينتزع منها اعتراف كي ينهي مهمته ومهمته اثبات التهم طبعا وانتزاع اعتراف لا حاجة لتفاصيل أكثر كي لا أفسد عليكم المشاهد ان كنتم تنوون حضور المسرحية فيما يتعلق بالديكور .. فقد كان في غاية البساطة .. ولقد كنت أتسائل في داخل نفسي قبل أن أدخل المسرح بالذات عن ماذا يمكن أن يكون في غرفة تحقيق؟
بالفعل وجدت ما كنت أفكر به .. لم أجد فانتازيا المسرح التي أصبحت مسارحنا تعتمد عليه كي تجذب المشاهد من خلال الديكورات المكلفة والتي تعطي للخشبة أكثر مما قد يعطي الممثل أيضا لا أريد الإفصاح أكثر عن الديكور مع أنه واضح بالصوّر.الأساس كان الأداء والإخراج وطبعا النص، بداية بالنص .. فقد كان نصا شبه فلسفي حيث ان لم يركز المشاهد مائة بالمائة في المسرحية قد يتوه من الدسم الموجود فيه والمصطلحات المتشابكة التي تنقلك من موقع الى آخر وانت جالس بمقعدك كما الأسيرة ( فالنتينا ) وكما المحقق( اياد شيتي) مع أن المحقق كان له حرية الحركة بما أنه المالك الأساسي لوضع الأسيرة
النص إن أمعنا فيه فلا بد من مشاهدة المسرحية مرة ثانية وثالثة كي نستوعب بالفعل لماذا أتت تلك الحركة ولم تأت تلك .. لماذا الرتابة في الحوار في بعض الأماكن ولماذا التوتر في الحوار في أماكن أخرى ، بصريح العبارة رأيت بالفعل غرفة تحقيق وأحسست أنني حتى بداخلها .. وخلال المسرحية كنت أسترق بعض النظرات من الجمهور ..رايت أعينهم وكدت أسمع ماذا يقولون بداخلهم ... رأيت كيف ينظرون بحقد الى الفنان اياد شيتي كمحقق طبعا وليس كشخصه .. رأيت الحزن بأعينهم عندما كانوا ينظرون إلى فالنتينا الأسيرة وليس الشخص أيضا. تندمت لو لم أحضر معي إبرة كي أرميها على الأرض لأسمع صوتها فنحن دائما نستخدم هذا المثل : لو رميت الإبرة كنت سمعت صوتها ، فلقد اتخذت قراري أنني سوف آتي لأشاهد مسرحية أنا حرة المرة القادمة والإبرة بجيبي كي أثبت صحة هذا المثل الإخراج .. بغض النظر عن بعض الملاحظات هنا وهناك فقد رأيته متكاملا ... ليس مسرحيا .. حيث لا يمكن أن أرى صورا مسرحية في ساعة تحقيق مع معتقل أو معتقلة .. فالتحقيق هو عبارة عن حالة فريدة تمر على شخص من بين مئة ان لم تكن أكثر .. فهل يكون التحقيق على المسرح يختلف عن التحقيق بغرفه الحقيقية؟ إن كان فلا يمكن أن نقول أن المسرحية نجحت. وهنا أقول أن مسرحية أنا حرّة أدخلتني إلى غرفة تحقيق مغلقة وليس الى خشبة مسرح .. شعرت بالرتابة في الحوار .. رتابة في الجو .. رتابة في صوت المحقق .. أليس هذا هو الهدف من التحقيق؟
قليل هي المسرحيات التي تعلق بذهني وعادة لا يراودني شعور بالكتابة عنها بما أنني لست ناقدا مسرحيا ولكنني لم أقدر أن أقاوم عدم الكتابة عن جرأة هذا العمل المسرحي الذي يضاف الى السيرة الذاتية للفنانين فالنتينا ابو عقصة وإياد شيتي
شكرا لكما ... لم تمتعاني بل أذهلتماني



 


 



 
  أسامة كراجة – حيفا- فلسطين (2011-04-23)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

مسرحية

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia